يؤكد المهندس علي عبدالله العليّان العضو المنتدب والمدير العام لشركة «يونيفست» بأن الشركة حرصت منذ تأسيسها سنة 1976م على تطوير حياة الناس وتلوين البيئة المعيشية لهم عبر شراكة متميزة بين التقنية الحديثة من جهة وبين اللون من جهة أخرى .

و يرى العليان أن الدهانات التي تنتجها دايروب ليست مجرد مواد لونية لتزيين الجدران والواجهات فحسب ، إنما هي مساهم حقيقي في إنتاج بيئة معيشية أفضل وأكثر أماناً عبر منتجاتها الصديقة للبيئة والمضادة للبكتيريا ومن ثم الفهم العميق لاحتياجات العميل السعودي.

الحوار الآتي مع الأستاذ العليان ، يسلط الضوء أكثر، على رؤية الشركة وفلسفتها في عالم الدهانات :

- وصل حجم سوق الدهانات في نهاية العام 2012م إلى حوالي 4,5 مليار ريال. كيف تقرؤون هذا الرقم ؟

لا شك أن سوق الدهان المحلي سوق كبير و واعد. وهنا لابد من النظر إلى سوق العقار الذي حقق خلال السنوات العشر الماضية، طفرة حقيقية ، بل نهضة عمرانية متكاملة. حيث بدأت تظهر المشاريع العملاقة ومشاريع البنية التحتية من جامعات ومستشفيات إضافة لما أنجزه القطاع التجاري من مراكز تسوق ومراكز ترفيه وغيرها الكثير ولا ننسى القطاع السكني الخاص . كل هذه القطاعات شهدت وتشهد نهضة كبيرة جداً . ولا شك بأن هذه النهضة العمرانية تنعكس على قطاع صناعة الدهانات . وهذا ما جعل « دايروب» تحقق قفزات نوعية خلال السنوات الماضية ولله الحمد ، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على مستوى المبيعات وكذلك على عدد منافذ التوزيع إلى جانب مبيعات المشاريع والتي يمكن القول بأنها شهدت تقدماً متميزاً . ونتوقع استمرار هذا التقدم خلال السنوات القادمة بإذن الله .

- كما تفضلتم فإن انتعاش سوق العقار يوازيه بالضرورة انتعاش لسوق الدهانات ، لكن هل استطاعت سوق الدهانات مواكبة النهضة العمرانية وتلبية احتياجاتها من الدهانات؟

بداية لابد من الإقرار بأن الدهانات من المنتجات السعودية التي استطاعت فرض نفسها بقوة في السوق المحلي والإقليمي، من عدة نواح ، كالجودة والمواصفات وكذلك السعر .

فالمصانع السعودية تنتج عدداً متنوعاً من منتجات الدهان التي تلبي احتياجات العملاء كافة. ومن هنا يمكننا القول بأنها استطاعت وتستطيع تغطية الطلب المحلي. ولعل ما يميز المنتج المحلي أنه يوفر الكثير من المصاريف كالشحن والتوصيل والتوزيع وغيره .هذا بالإضافة إلى أن المنتج السعودي أثبت نفسه عبر عقود طويلة ، من خلال التزامه الجودة وبالمعايير العالمية.

- ألا تشكل البيئة المحلية ومناخها القاسي تحدياً لكم في عالم الدهانات ؟

نحن في السوق منذ أكثر من 36 سنة ، ثم أننا أبناء المنطقة . وهذا يعني أننا ندرك جيداً اختلافات المناخ في السعودية. هذا من جهة .

ومن جهة أخرى فإن مسيرتنا وخبرتنا المديدة، بلورت قدرتنا في التعرف جيداً على المنتجات المناسبة للجو السعودي. وفي هذا الإطار يأتي منتجنا الجديد « فرسكو « الذي أطلقناه منذ عدة شهور. وقبل إطلاق « فرسكو « تمت دراسة جميع الخصائص المطلوبة لمنتج خارجي وتم التأكد بأن هذا المنتج يمتلك خصائص تفوق أي منتج آخر موجود في السوق.

وهذا كان هدفنا منذ البداية بأن نطرح منتجاً متفرداً وقادراً على التفوق على جميع المنتجات المتوافرة في السوق السعودي من ناحية التصاقه بالجدران وعدم انتزاعه و مقاومته للماء، بحيث يكون غير قابلاً لامتصاص الماء أو تغيير لونه.

ونحن نعرف أن المملكة من أكثر الدول تعرضاً للشمس خلال السنة وخاصة الأشعة فوق البنفسجية والتي تعتبر السبب الأول في تغير ألوان الأشياء عموماً، كألوان السيارات والجدران وغيرها .

من هنا كان حرصنا على أن تكون ألوان المنتج ثابتة. الأمر الذي دفعنا لإجراء عدة اختبارات على المنتج للتأكد من النتيجة التي نصبو إليها . أيضاً ما يميز «فرسكو» صلابته ومقاومته للخدش التي قد تسببها العواصف الرملية التي تتعرض لها المملكة . ولعل الأهم فيه هو نظافته ، بمعنى ، حتى لو تعرض لعاصفة رملية فإنه لا يمسك الأتربة والغبار ، لذا يمكن اعتباره من المنتجات ذاتية التنظيف . وأيضاً «فرسكو» غير قابل للتشقق وهي صفة تدلل على مرونته ،حيث إن الفروقات الحرارية بين الليل والنهار أو بين الفصول وما تحدثه من تقلص وتمدد للمنتجات عموماً، أو للمبنى كله فإن طبقة الدهان تتقلص وتتمدد مع الكتلة كاملة فيحمي ذاته من التشققات .

هذا كله بالإضافة إلى ألوان « فرسكو «، فقد قمنا - بعد طرح المنتج في السوق - ببحث إضافي تسويقي بخصوص الألوان ، حيث أضفنا ألواناً جديدة، رأينا أنها مناسبة وتخدم المستهلك السعودي بتوفير خيارات أكثر. فبالإضافةللألوان المتوفرة في منتج « فرسكو». فإننا نستعد لنطلق قريباً عشرين لوناً آخر من أجل توسيع حزمة خيارات المستهلك ، وكلها مستقاة من ألوان البيئة السعودية . كما أنها ستكون ألوان متوفرة مباشرة للتسليم وبالكميات المطلوبة فلا يحتاج العميل لانتظار إنتاجها .

وأهم ما يميز منتج « فرسكو» هو تقنية جديدة تسمى « دايرو كول « وهذه تمت بإضافة مواد خاصة بالمنتج بحيث إنه يعكس أشعة الشمس بنسبة 20 % أي أنه يعمل كعازل حراري وهذه خاصية ينفرد فيها « فرسكو « وشركة « دايروب « وهي خاصية غير متوفرة في المنتجات الأخرى . وقد أجرينا عدة اختبارات حتى تأكدنا بأن الحرارة داخل البيت أقل منها في البيوت المطلية بدهانات أخرى .

- مالفارق إذن بين منتج « دايروستون « المعروف وبين المنتج الجديد فرسكو؟

هو أن منتج « الدايروستون « مصمم وموجه للمشاريع العملاقة والمشاريع الحكومية. وقد لاقى نجاحاً ممتازاً ، الحمد لله ، نظراً لخصائصه العالية جداً والفريدة التي لا تتوافر في أي منتج آخر ما أدى إلى اعتماده في الجامعات والمستشفيات والمدارس والوزارات وغيرها . أما منتج فرسكو فهو موجه للقطاع السكني ، للمنازل تحديداً . ولذا تجد أن فرسكو يمتاز بانخفاض تكلفته وسهولة تطبيقه ومظهره الفريد والمتميز.

- تقدر خسائر السوق بـ 300 مليون ريال سنوياً بسبب الغش في المواصفات. كيف تعاملتم مع هذا الأمر ؟

هذا الأمر لا يشكل هاجساً بالنسبة لـ «دايروب»، إذ إن سياستنا في التوزيع تعتمد على موزعين معتمدين تابعين للشركة، وعبر منافذ بيع متخصصة بمنتجات « دايروب « . وبالتالي فإن المستهلك بات على درجة من الوعي، وعلى دراية تامة بكيفية الوصول إلى منتجاتنا عبر المنافذ الرسمية التابعة لنا، خاصة وأن منتجاتنا لا تتوفر في أماكن بيع أخرى.

هذا إلى جانب أمر في غاية الأهمية ، ألا وهو أن منتجنا غالباً ما يأتي ضمن نظام متكامل ، فالمستهلك لا يحصل على طبقة الدهان النهائية فقط ، بل يأخذ الأساس والمعجون والطبقة الأولى من الدهان و ... و ... إلخ . فنحن هنا نتحدث عن نظام دهان وليس طبقة نهائية فقط . خاصة وأن توافق هذا النظام يحتّم على أن تكون جميع المواد من ذات المصدر، إذ إن عدم توافق جزئية واحدة من النظام سيسبب مشاكلاً أكيدة .

ولهذا نحرص دوماً في « دايروب « على منح ضمانات على منتجنا بشرط أن يؤخذ كنظام متكامل ، سواء كان المنتج للاستعمال الخارجي أو الداخلي. وطبعاً هذا لا ينفي أن ثمة مقلدين ومزورين في قطاع الدهانات، إذ أن شأنه شأن أي صناعة أخرى ، لكننا - وكما ذكرت لك - فإن الأمر لا يؤثر على منتجاتنا ولا على حجم تواجدنا في السوق.

- ما الهدف من الشراكات الإستراتيجية مع الشركات العالمية ، خـاصة أن أكثر مـن نصف المواد الأولية منتجة محلياً ؟

الدهان منتج فني في النهاية ويعتمد على المعرفة العلمية، التي هي نتيجة أبحاث عديدة، ولسنوات طويلة في مختبرات الشركات العالمية . ولأنه منتج من الصناعات الكيميائية فإن الصناعات الكيميائية عبارة عن جملة من العناصر والمواد، وبالتالي فإن أي خلل في نسبة عنصر من العناصر الداخلة في التركيب قد يضعف أداء المنتج ككل. ومن هنا فإن شراكتنا مع شركات عالمية تأتي في إطار حرصنا على الوقوف دوماً على أحدث التقنيات في مجال عملنا . هذا إلى جانب ما نقوم به- هنا- من بحوث في معاملنا الخاصة بالشركة، والتي لا تلغي حاجتنا للتواصل والارتباط مع الشركات العالمية بهدف الوصول إلى آليات تطوير وحجم معرفي غير محدودين في قدرتنا على تطوير منتجاتنا. ولا يخفى على أحد أن تبادل الخبرات والمعارف مع مراكز بحثية في أوروبا يساهم في رفع مستوى جودة الصناعة. لأن صناعة الدهان ليست بسيطة، كما يظن البعض. فنحن هنا نتحدث عن منتج بعمر مديد يصل إلى عشرات السنوات وبالتالي لابد من ضمان التصاقه بشكل جيد وعدم تغير لونه وعدم تشققه .. وكل هذا يحتاج إلى معرفة وبحث دائم من أجل الوصول إلى خلطة تضمن كل ذلك.

- معظم المشاريع العملاقة تميل لاستخدام الرخام والزجاج . ألا يؤثر هذا على سوق الدهانات عموماً ؟

لاشك أن الدهانات لها أكثر من منافس سواء للأسطح الخارجية أو الداخلية ، فعلى سبيل المثال هناك ورق الجدران في الداخل كبديل عن الدهان. وخارجياً هناك الزجاج والرخام أو الحجر أو تكسيات الألمنيوم وغيرها . وهذه كلها موجودة الآن. لكن النمو الحاصل في السوق يجعل من هذه البدائل غير مؤثرة حقيقة على سوق الدهان. بدليل أن سوق الدهان لم يتراجع ولم يتقلص حتى !! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ، هذه البدائل سواء داخلية أو خارجية هي موجودة منذ أن نشأت سوق الدهانات وليست جديدة في السوق السعودي. وبالتالي فإن لها حصتها وأهميتها في البناء عموماً. وعادة فإن أي مشروع، بصرف النظر، عن حجمه فهو غالباً ما يحوي مزيجاً من هذه المنتجات مجتمعة. وهذا يدعونا للقول بأن هذه الصناعات ليست في حالة تنافسية بقدر ما هي مكملة لبعضها البعض .

- ماذا عن برامج المسؤولية الاجتماعية ؟

يمكن التحدث هنا عن المسؤولية الاجتماعية من ناحيتين ، ناحية داخلية في الشركة. والتي من ضمنها الاهتمام بإعادة تدوير المنتجات ، تكرير المياه ، استخدامها في التشجير في المصنع ، التأكد دوماً بأن مناخ العمل مناخ صحي سواء للبيئة من تربة وهواء وكذلك نحرص على بيئة صحية للكوادر البشرية العاملة. الأمر الذي يساعدها على العمل بروح إبداعية . هذا عن داخل المصنع. أما الناحية الأخرى والموجهة للخارج، فإننا كشركة وطنية لها مساهمات عديدة ، مثل مساهمتنا في بعض حملات الدفاع المدني - فعاليات ذوي الاحتياجات الخاصة - وكذلك في مهرجان الجنادرية وغيرها وكذالك التعاون مع بعض الجمعيات الخيرية.

- معظم القطاعات بدأت تقدم منتجات صديقة للبيئة. مالذي تقدمه «دايروب» في هذا المجال؟

نحن أول شركة تطرح منتجاً صديقاً للبيئة وهي أحد أهم أولوياتنا. وبالتالي -خلال السنوات الأخيرة- فإن جميع منتجاتنا التي قمنا بتطويرها هي منتجات ذات أساس مائي، بحيث لا تستخدم فيها المذيبات البترولية ، بما فيها منتج «فرسكو» . وحين نقول أساس مائي 100 % هذا يعني لا وجود للروائح لا وجود للأضرار، سواء للبيئة أو للمستهلك وخاصة في الدهانات الداخلية، لأن المستهلك يحرص، مثلما نحرص نحن، على عدم وجود الروائح أو المواد المضرة في الجو العام بعد عملية الدهان . لذلك فإن كل تركيزنا في تطوير المنتجات معتمد على الأساس المائي الخالي من المذيبات البترولية، كما أسلفنا . ومن ثم فإن اتجاهنا الآن بتزايد نحو أن تكون منتجاتنا جميعها ذات أساس مائي . ولدينا أيضاً منتجات مضادة للبكتيريا وهي خاصة بالمستشفيات والمنشآت الصحية. إضافة لمنتجات أخرى تمنع تكوّن البكتيريا على سطحها، وهي أيضاً تستخدم في غرف العمليات و المنشآت الصحية وأغلفة الأغذية وغرف الأطفال وخاصة دور الحضانة أو تلك التي يكثر فيها الأطفال .

- ما الخطط والبرامج التي تعتمدها دايروب للمحافظة على مستواها المتقدم في السوق وبالتالي المحافظة على عملائها ؟

لدينا عدد من الضوابط الداخلية في الشركة إضافة لالتزامنا بمعايير هيئة المواصفات السعودية للجودة إضافة لمعايير الجودة داخل الشركة . وكوننا شركة لديها نظام الأيزو فهذا يحتم علينا استمرار وضع أنظمة داخلية تضمن جودة المنتج وتضمن جودة الخدمة للعميل . ولعل أحد أهم نقاط قوتنا هو معمل البحث والتطوير الذي لدينا ، حيث تمت توسعته ومن ثم تطويره بالكامل خلال عام 2012م. حيث استثمرنا فيه مبالغ كبيرة ليكون بأرقى مستوى سواء بالتقنيات التي يحتويها أو بالكفاءات البشرية المتخصصة . واليوم نستطيع أن نفتخر بهذا المعمل التطويري الذي يعزز من القيمة المتميزة لمنتجاتنا ، التي ، بدورها ، تضعنا في موقع متقدم في السوق وموقع متقدم أيضاً لدى عملائنا. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الدهان منتج معمر ، وبالتالي فإننا نحرص على خدمة ما بعد البيع التي تعنى بملاحظات العميل حول المنتج. لذا ،لدينا فريق متخصص من خبراء الدهان للتأكد من ملاحظات العملاء أو المشكلات التي قد تحدث . ومن أجل فهم حقيقة المشكلة ، فإننا نحتفظ داخل المصنع بعينة من كل خلطة أو دفعة انتاج ، حيث يتم حفظها في جو الغرفة الطبيعي. وفي حال وجود أي ملاحظة من قبل المستهلك نرجع للعينة إياها، لأن كثير من الملاحظات لا يكون سببها عيباً في المنتج بقدر ما هو عيب في الموقع ذاته ، كأن تكون هناك تسريبات مياه أو غيرها . وبالعموم فإن أية شكوى تقدم ،حتى لو بعد سنوات على وجود الدهان، نقوم بالرجوع إلى العينة ودراستها للتأكد أن المنتج خال من العيوب .

- ما الصعوبات التي تواجهها سوق الدهانات في المملكة ؟

في الحقيقة لا توجد صعوبات بالمعنى التخطيطي أو التسويقي ، إنما الصعوبات المعروفة تكمن في ندرة الكوادر البشرية الفنية والمؤهلة في مجال صناعة الدهانات. إذ لا يوجد في المملكة معاهد تدرس أو تعلم آلية صناعة الدهانات وهذا يدفعنا لاستخدام بعض الفنيين الكيميائيين ومن ثم العمل على تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا فنيي دهان . وهذا الأمر يضيف عبئاً إضافياً علينا كمصنعين. ونتمنى أن يكون لدينا، في يوم من الأيام، معاهد لتأهيل كوادر متخصصة في الدهان كما هو الحال في دولة عديدة .