هل يمكن أن يدخل تسونامي الربيع العربي في مناهج التعليم؟ هذا سؤال كبير لن يكون من السهل الإجابة عليه. لكن قبل أن نحاول طرح ملامح هذه الإجابة دعونا نقرّر من حيث المبدأ أن المناهج التعليمية توغل في التخلف بقدر من تنفصل عن الواقع الحياتي للطلاب وتتجاهله.
على مدى أكثر من سنتين شاهد الطلاب أحداثاً عربية مؤسفة في أكثر من عاصمة عربية، شاهدوا وبشكل يومي الدماء والفوضى والعنف والسلب والنهب والتدمير، كما استمعوا وشاهدوا العديد من التعليقات والحوارات الإعلامية من أطراف عديدة حول الأحداث التراجيدية العربية، كثير من هذه التعليقات والحوارات كان متجنياً ومغرضاً، والطلاب قد لا يدرون في هذه المعمعة حقيقة ما يحدث، أو قد يفهمون ما يحدث بطريقة خاطئة.
في الواقع أن هذه الأحداث - شيئنا أم أبينا- سوف تشكِّل عقولهم في اتجاهات قد لا تخدم مستقبلهم ومستقبل بلادهم، هنا قد يكون من المناسب التفكير في تطوير منهج تعليمي يضع الطلاب أمام الحقائق التي يقتضيها العقل والمنطق.
عندما حدثت كارثة التاسع من سبتمبر لم يطل الوقت قبل أن تطور السلطة التعليمية في الولايات المتحدة منهجاً أسموه منهج التاسع من سبتمبر (9/11 Curriculum)، وكان منهجاً رائعاً بكل المعايير.
وضع هذا المنهج الطلاب أمام حقيقة ما حدث، وتعلّموا منه العبر والدروس.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود