ربما يعذر الدكتور خالد في إطلاقه الأحكام التاريخية وتاريخ العرب بعامة ماقاله في مقدمته: “هذا ليس كتابا في التاريخ”، ولكنه لا يعذر حينما يعتمد على الدرس التاريخي في تناول الدين والقبيلة بطريقة غير موضوعية تماما وينطلق في علاج ذلك من خلال تصوره غير الشرعي ليفرغ الدولة والدعوة من مضامينها الشرعية والإنسانية ويجردها من عناية الله جل وعلا خلافا لما قاله مصدره المستشرق كوك،
ومن خلال ذلك يؤكد الدكتور خالد أن التوحيد الذي دعت له الدولة السعودية والشرك الذي حاربته كان لهدف سياسي وبسط نفوذ عسكري فأطلق عليه أيديولوجيا وشركا سياسيا، وهذا ظلم وإجحاف لأئمة كان على يديهم التصحيح والتخليص من الخرافات والدروشة، وكان هذا بشهادة خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الداخل والخارج كالدرر السنية وغيرها ولا يمكن لمنصف أن يحاكمهم بناء على معطيات الحاضر الذي أصبحت الحرب فيه ممنهجة على التاريخ والإسلام على السواء، ولا يمكن أيضا لمنصف أن يتجاهل المؤيدين للدعوة من علماء العالم الإسلامي مما ينص على سلامتها منهجيا وإستراتيجية...
عطفا على الحلقات السابقة في عرض هذا الكتاب الذي يحمل بين طياته رؤى الكاتب حيال قضايا المجتمع السعودي وأعتقد أن جرأته في طرحها بهذا النمط المختلف عن السائد مما يحسب له وعليه على السواء، فقد طرح ما أراد ونام ملء جفونه ويسهر الخلق جراها ويختصم، وهناك وقفات تتلخص فيما يلي:
1- سأتجاوز الحديث عن تصدع بني حنيفة وعلاقتها بربيعة وانتساب آل سعود الحنفيون لعنزة (إرث ربيعة) لاعتبارات كثيرة، وما فيه من خلط في ص109، ولكن إن كان يعني بالتصدع الذوبان تماما ففيه نظر لأن رصد العرب في تلك الحقب التاريخية صعب لقلة المصادر والتسلط الشعوبي على مفاصل دولة الخلافة فالحكم فرع عن التصور والتصور ناقص تماما فالحكم ناقص أيضا كما أن التشكلات القبلية لا يمكن أن تنبت من الأرض أو تمطر من السماء وإنما تكون من أمم سابقة، وأما قوله في القرن الثامن الهجري: “ومن ثم فإن اختفاء اسمها (حنيفة) من المصادر خلال الفترة نفسها يدل على تصدع كامل لعصبية هذه القبيلة “ ففيه نظر من قبل أن قصدي في ما ذكرته في المقال السابق من اختفاء مسمى حنيفة من المصادر من قرون تقريبا، أنه اختفاء قبلي يظعن ويقطن ويرحل وينزل ويسكن الصحراء ويتصارع مع القبائل الأخرى، لأن بني حنيفة بعد هزيمتها في حروب الردة أعتقد أنها لجأت إلى كيان ربيعة فتلهزمت معها وتركت التحضر وبخاصة بعد سبي الجيش الإسلامي لنسائها وفرض الوصاية على رجالها، ومحاصرتها معنويا، ولذلك كان حقا على الباحث ألا يوهم القارئ أن هذا الاسم ظهر فجأة من دهاليز التاريخ. وكيف ينفي العصبية والتصدع في نصه السابق والتاريخ يثبت في مصادره قول ابن عيسى عن أحداث عام 850 من الهجرة وفيها” قدم مانع بن ربيعة المريدي من بلد الدروع المعروفة بالدرعية من نواحي القطيف ومعه ولده ربيعة على ابن درع رئيس الدروع أهل وادي حنيفة، وكان بينهم مواصلة لأن كلا منهم ينتسب إلى حنيفة، فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة فعمر ذلك هو وذريته، وكان مافوق المليبيد وغصيبة لآل يزيد من بني حنيفة”، كما أن ابن بطوطة قد ذكر في القرن الثامن الهجري (732من الهجرة) أن الأمير طفيل بن غانم الحنفي أمير حجر اليمامة ذهب معه إلى مكة المكرمة لغرض الحج....
2- قال في الحاشية (39) ص 124: “من أبرز المؤشرات الدالة على هيمنة الأيديولوجيا القبلية وأهمها تتعلق بالزواج حيث إن من ينتمي لطبقة القبلية لا يتزوج من طبقة الخضيرية، وقد ظل هذا الالتزام القبلي مستمرا في نجد إلى وقتنا الحاضر”.
وهذه الهيمنة ليست قبلية، إذ لازال التفريق بين الزوجين في أروقة المحاكم الشرعية تحت مبدأ لا علاقة له بالإسلام “كفاءة النسب”، فالخطأ فيه يتجاوز القبلية إلى الفهم المغلوط للإسلام الذي لم يفرق بين الناس إلا بالتقوى ولذلك زوج رسول الله وصحابته من بعده القرشيات والأنصاريات من الأولين السابقين كزيد وبلال وجليبيب وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وكانوا موالي... ويعيد الحديث عن مسألة الخضيرية والقبلية في ص340 وهو يعلم أن الحواضر أشد تمسكا وعصبية في هذا، ومع ذلك يصفها بأنها أيديولوجيا قبلية ويتعجب من بقائها بعد قيام الدولة السعودية وهكذا في كل الكتاب يلحق العادات المتخلفة بالقبيلة ويبرأ منها المدينة بطريقة غير موضوعية، لايقرها الواقع إذ المجتمع يكاد يشترك مع بعضه في كثير من العادات والتقاليد...
3-قال ص 126: “والسؤال هنا: هل من علاقة بين التوحيد كحقل معني بالأيديولوجيا وحاجة الدولة إلى أيديولوجيا وإلى التعبئة على أساس أيديولوجي”.
التوحيد والدين الإسلامي ليسا من الأيديولوجيا لأن تعريف الأيديولوجيا لا يمكن إسقاطه على الكتاب والسنة، وربما كان منطلق الدكتور خالد من أنها علم الأفكار الوضعي وأصبحت تطلق على علم الاجتماع السياسي، وهذا يتفق مع ماعرف به الدولة تعريفا علمانيا، كما أن الأيديولوجيا صراع وتصادم والإسلام إقناع وتسامح، والإجحاف والتعسف حينما يتحدث عن التوحيد باعتباره أيديولوجيا مثل الأيديولوجيات المعاصرة كالوجودية والشيوعية وغيرها وهذا مانجده عند عدد من المفكرين أمثال طيب تزيني وحمزة مروة وبوعلي ياسين وغيرهم ممن تحكمهم مرجعيات ماركسية علمانية وضعية، إن الإسلام يختلف عن هذا الكم الهائل من الأيديولوجيات الإنسانية كالنازية والفاشية والإسبانية والماركسية والوجودية والشيوعية وما يشبهها من توتاليتاريات العالم الثالث، والأيديولوجيا قابلة للنقد والتغيير والإلغاء على العكس من التوحيد، وجذورها لا تمتد مثل جذور الإسلام في التسليم لله جل وعلا منذ نبي الله إبراهيم عليه السلام، نعم هناك شوائب لحقت بالإسلام وجاء الشيخ محمد بن عبدا لوهاب وكما كان سلفه وخلفه من علماء الإسلام حاربوا البدع والخرافات وكل مايتعارض مع نصوص الكتاب والسنة الصريحة التي تخلص العبادة لله وحده جل وعلا ...وإن كان بالغ ابن غنام أو ابن بشر في وصف الواقع آنذاك فلا يعني أن دعوة الشيخ وجهود الإمام محمد بن سعود كانت مشروعا دنيويا يبحث عن الامتيازات وتكوين امبراطورية بل كان في بداياته دفاعا عن الإسلام الناصع المجرد من الخرافات والبدع والتخلف ثم سارت الدعوة في الناس ووجدت قبولا لأنها ليست أيديولوجيا تتصارع حولها الإرادات، بل هي تشبه في بداياتها بما بدأ به الإسلام الذي آمن به كفار قريش وملاحدة العرب حينما سمعوا دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فبلغت مشارق الأرض ومغاربها بتوفيق الله بعد أن لمس الناس الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في ظل الإسلام الذي لا تتعارض معه بل هي ضرورة من ضرورات الإيمان والتوحيد ...
كما أنه ليس هناك توحيد سياسي إذ أن التوحيد لله وليس مشروعا إنسانيا يخضع لطموحات البشر، ولذلك لا يمكن قبول قول الدكتور خالد ص 167 عن الدعوة الوهابية في اتهامها باستغلال التوحيد والدعوة لمشروع دنيوي، قال: “إذن فإن كلمة التوحيد كما ترد في الأدبيات الإسلامية بشكل عام، وفي الأدبيات الوهابية بشكل خاص تتضمن أيضا إلى جانب دلالتها العقدية أو التوحيد الديني دلالة أخرى وذات صلة هي التوحيد السياسي”، فالتوحيد السياسي يدل على أن الإمام والشيخ لم يكن هدفهم الإسلام والدعوة ...
كما أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم تكن تختلف عما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان التوحيد والشرك يمثلان ثنائية متقابلة، ولذك كان مهمتها الأولى إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وتفريغ الإسلام من مضمونه العقدي يجعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل صحابته والسلف والخلف ممن ساروا على نهجه في حرج ولو كان كما قالوا لرضي المصطفى بعرض قريش حينما خيروه بلسان أبي طالب أنهم سيحققون له طموحاته إن كان يبحث عن مطامع دنيوية كالملك والمال والزوجات بشرط أن يترك هذا الأمر فقال : ياعماه، والله لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يتمه الله أو أهلك دونه، هكذا كانت صورة الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب...
وأجمل ما استحضره في هذا المقام مقالا لسماحة الشيخ صالح الفوزان عن مصطلح الشرك السياسي في “إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد” معلقاً على قول المصنف “باب الخوف من الشرك”:
فلا يعرف قيمة الصحة إلاَّ من ذاق المرض، ولا يعرف قيمة النور إلاَّ من وقع في الظلام، ولا يعرف قيمة الماء إلاَّ من عطش، وهكذا، ولا يعرف قيمة الطعام إلاَّ من مسّه الجوع، ولا يعرف قيمة الأمن إلاَّ من أصابه الخوف، إذاً لا يعرف قيمة التّوحيد، وفضل التّوحيد، وتحقيق التّوحيد إلاَّ من عرف الشرك وأمور الجاهلية حتى يتجنّبها، ويحافظ على التّوحيد، ومِن هنا يظهر خطأ هؤلاء الذين يقولون: لا داعي أن نتعلم العقائد الباطلة ونعرف المذاهب الباطلة، ونرد على المعتزلة والجهمية، لأنهم بادوا وذهبوا، علموا الناس التّوحيد ويكفي، أو بعضهم يقول لا تعلّموهم التّوحيد لأنهم أولاد فطرة، ونشأوا في بلاد المسلمين، علّموهم أمور الدنيا: الصناعات والاختراعات والأمور الحديثة، أما التّوحيد فيحصلونه بفطرتهم وبيئتهم، نعم وجُد من يقول هذا، وبعض الناس يقول: الناس تجاوزوا مرحلة الخرافات، لأنهم تثقفوا وعرفوا، فلا يمكن أنهم يشركون تتعد ذلك، لأن الشرك كان في الجاهلية، يوم كان الناس سذج ويسمون الشرك في العبادة شركاً ساذجاً، والشرك عندهم ما يسمونه بالشرك السياسي أو شرك السلاطين أو شرك الحاكمية.
ولذلك لا يهتمون بإنكار هذا الشرك الذي بعثت الرسل لإنكاره، وإنما ينصبّ إنكارهم على الشرك في الحاكمية فقط.
وكل هذه من حيَل الشيطان لبني آدم، والواجب أننا، كما نعرف الحق؛ يجب أن نعرف الباطل، من أجل أن نعمل بالحق، ونتجنّب الباطل، ولهذه المناسبة العظيمة ذكر الشيخ “باب الخوف من الشرك”.
4 - قال في ص211: “والحقيقة أن موقف الشيخ [محمد بن عبدالوهاب] من المسألة السياسية على هذا النحووخاصة قناعته بضرورة التحالف مع سلطة سياسية، يختلف عن موقف إمام المذهب أحمد بن حنبل الذي كان متشددا في رفض أي شكل من أشكال الارتباط بالدولة. وكان يرفض حتى تولي القضاء لحساب الحكومة، وقد وصل تشدد ابن حنبل في موقفه هذا أنه كان لايزور الخليفة ويرفض أعطياته وهداياه....”
ولمعرفة الصورة الحقيقية لما كان عليه الإمام أحمد ابن حنبل لابد من تسليط الضوء على ما يلي:
1 -الإمام أحمد بن حنبل تعرض من السلطة العباسية ومن البطانة في بلاط الخلفاء وعلماء السوء لمحن وسجن وتعذيب بسبب عقيدته التي تختلف عن عقيدة المعتزلة التي تبناها الخلفاء آنذاك في خلق القرآن ..وأما الشيخ محمد بن عبدالوهاب فوجد النصرة والمنعة والإخلاص من إمام الدعوة محمد بن سعود، فهما متفقان وعلى عقيدة أهل السنة والجماعة، وهمهما عودة الناس إلى المعتقد الصحيح وتخليص سواد الأمة من الخرافات والشعوذة والدروشة التي انتشرت آنذاك. وفي الوقت الذي تسجن فيه السلطة الإمام أحمد بن حنبل ويرى شرعيتها مع الاختلاف العقدي بين العالم والحاكم كان الإمام محمد بن سعود يرى ضرورة رعاية الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومنحه صلاحيات إدارية بل إنه يشترط عليه ألا يترك الدرعية، كما قال الدخيل ص54..فالصورتان تختلفان في تفاصيلهما ولاتشابه بينهما ألبتة.
2 - الإمام أحمد بن حنبل كان مثالاً للسنة في معاملة الولاة المخالفين وكل منصف يطلع على ماورد عنه يجده دائما يسعى إلى وحدة الأمة ورفض كل مايدعو للفوضى وإراقة الدماء، بل إنه تعرض للمؤامرات والتشويه والسجن من قبل السلطة ويقابل ذلك بالدعاء لهم لاعليهم، قال الإمام أحمد بن حنبل: “لو لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام لأن بصلاحه تصلح الرعية”.وفي كل موقف يجمع الناس على ولي الأمر المخالف ويحقق الشريعة والمصالح المرسلة ويدرأ المفاسد في واقع الأمة، قال الإِمام أحمد رحمه الله : “الفتنة؛ إِذا لم يكن إِمام يقوم بأمر الناس”، وماذاك إلا دليل على وضوح المنهج الذي لاينتصر فيه لنفسه رحمه الله، لأن الإمام أحمد لم تكن علاقته مع السلطة لمصلحة فإن أعطي رضي وإن منع سخط بدليل أنه “ اجتمع فقهاءُ بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله - يعني الإمام أحمد - وقالوا له: إنَّ الأمر قد تفاقم وفشا - يعنون القول بخلق القرآن وغير ذلك - ولا نرضى بإمارته ولا سلطانه، فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم في الإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بَرٌّ ويُستراح من فاجرٍ، وقال: ليس هذا صواباً، هذا خلاف الآثارـ يعني نزع أيديهم من طاعته ـ”. وقال الإمام أحمدُ: “... ومن غلبَ عليهم، يعني: الولاة بالسيف حتى صار خليفة وَسُمِّي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً برَّاً كان أو فاجراً “.واحتجَّ الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر أنه قال: “وأصلي وراء من غَلَبَ”.
3 - كان الإمام أحمد يرى النصيحة لولاة الأمر وكان يرد على مخالفيه أن خير التابعين عاشوا تحت مظالم الأمويين فلم يدع الرعية إلى الخروج عليهم.. وهو إنما يدعو إلى الطاعة مع استمرار النصيحة، لا إلى السكوت عن المظالم.. وإذا كانت طاعة الحاكم الظالم ظلما، فالخروج عليه ظلم أفدح، لأن الخروج مجلبة للفتنة، وفي الفتنة تنتهك الحرمات، وتهدر دماء الأبرياء كما حدث في كل الثورات في العصر الأموي والعباسي..! ومهما يكن من شيء، فما تجرأ أحد من معاصري أحمد على اتهامه بأنه ينافق الخلفاء، ولكنهم عابوا رأيه، واعتبروه خطأ في تقدير ضررين أيهما أقل، وأيهما أكثر فيدفع...
4 - ربما يخفى علينا السبب الذي دعا الإمام أحمد لترك مكان المنكرات واعتزال بعض مجالس الولاة، ولكن يمكن لنا تلمس نفسية الإمام أحمد بما ما يرويه أحد أصحابه أنه دخل معه مكانا، فإذا بامرأة معها طنبور (آلة للعزف)، فكسر صاحب أحمد الطنبور، وسئل أحمد عن ذلك فيما بعد فقال: “ما علمت بهذا، وما علمت أن أحداً كسر طنبورا بحضرتي إلى الساعة”. ذلك أن أحمد ترك المكان مستنكرا الأمرين جميعاً: عزف المرأة على الطنبور، وعدوان صاحبه عليها! .. وقد وشى به رجل إلى الخليفة، وزعم أن ثائرا علويا يختفي في داره .. ولو صحت الوشاية لقتل الإمام أحمد بإخفاء الثائر العلوي. فلما تبين للخليفة كذب الوشاية أرسل الواشي مصفدا إلى أحمد، ليفتي برأيه في عقابه فقال أحمد: “لعله يكون صاحب أولاد يحزنهم قتله!”.
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فكان يغشى مجلس الإمام محمد بن سعود ولا يجد منكرات ولا وشايات و ليس في البلاط من يشن حربا على أهل السنة بل إن الإمام محمد بن سعود أعطى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعض الصلاحيات والتصرف في بعض الشؤون الداخلية للدولة والتنظيمات العسكرية وهذا باعتراف الدكتور خالد الدخيل ص 247 إذ عقد فصلا سماه “دور الشيخ في بناء الدولة “... وهذا هو الفرق يادكتور خالد ... والله من وراء القصد.
abnthani@hotmail.com