|
أخي العزيز (عبدالله الكثيري) حفظه الله وسدَّد على طريق الخير خطاه.
ألفتك (أبا سعد) رجلاً منصفاً وكاتباً رزيناً (يكتب ما يمليه عليه ضميره فقط)، بعيداً عن أي مؤثّرات خارجية أياً كانت؟
إلا أنني لاحظت في بعض كتاباتك الرياضية (عن النصر) نوعاً من التشنّج والتسرّع غير المعهود منك (رغم قلة هذه الكتابات التي قد أسميها موسمية أبي سعد الكثيري) إن جازت التسمية.
أخي العزيز (لولا ثقتي التامة بأنك تكتب من قلبك ومن عشقك الحقيقي لهذا الكيان لما كلَّفت نفسي كتابة هذه السطور التي أكتبها لك فيما يخص النصر، حيث لم يسبق لي ذلك على مدى ما يربو على 45 عاماً منذ بدايتي تشجيع النادي)، ولكن لأني أثق بحبك وحرصك وغيرتك على هذا الكيان العريق، ولأن ما تكتبه أنت يختلف عمَّا يكتبه غيرك (ممن يتصنعون حب النصر) لذا رغبت مداخلتك حول ما تكتبه وما كتبته أخيراً عن الفريق بعد خروجه من كأس ولي العهد وبطولة العرب فأقول:
أولاً: لا أشك أنك تدرك أن الفريق هذا العام ظهر بمستوى مشرِّف شهد به الجميع وقدَّم مستويات ونتائج جيدة تقدَّم فيها خطوات في سلم الدوري وفي مسابقة الكأس، حيث لم يكن طريقه مفروشاً بالورود وتجاوز فرقاً كبيرة وتأهل للنهائي بجدارة وقدَّم فيه مستوى مشرفاً أشاد به القاصي والداني وكان ينقصه الحظ ليحقق البطولة ولكن إرادة الله فوق كل شيء (ولعلك تابعت ردود الأفعال من كافة أطياف المجتمع الرياضي داخل الوطن وخارجه حتى لقبوه بالبطل غير المتوّج)!!
ثانياً: موقف الجماهير من الفريق ووقوفها معه بعد الخروج من الكأس (كان موقفاً مشرِّفاً لها كما هي عادتها) وهذا الموقف أشاد به الكثيرون ولعل في تعبير (مصطفى الأغا) ما يغني عن التعبير؟ ولكنك أخي العزيز اتخذت موقفاً مغايراً تماماً حول هذه النقطة تحديداً وكتبت مقالاً تنتقد فيه موقف الجماهير من فريقها وبأسلوب غير معهود منك؟ فما الذي تريده منها؟ هل تتخلَّى عنه وتنتقل لغيره مثل ما يرى ويتمنى غيرك؟ وهل كل فريق لا يحقق بطولة أو يبتعد عنها لسنوات تطالب جماهيره بهجر المدرجات ومغادرتها لتشجيع غيره؟
ثالثاً: أخي العزيز (مطالبة الفريق بتحقيق بطولة والعزف على هذا الوتر أصبح اسطوانة تردد لممارسة الضغط على أفراد الفريق وجعلهم يؤدون مبارياتهم تحت هذا الضغط الرهيب سواء من بعض الجماهير أو الإعلاميين) وإن كان هناك بعض الإعلاميين ممن انساقوا خلف هذه الاسطوانة (من باب مع الخيل يا شقراء) ولكني أربأ بك عن ذلك أخي الكريم (أنت تعرف أكثر من غيرك موقف البعض من كل ما هو نصراوي سواء كان رئيساً أو لاعباً أو إدارياً، واسمح لي عن التفصيل في هذه النقطة بالذات (فمثلك يعرف كل شيء) ولكن بالمقابل لم يحظ النصر (مع الأسف) بإعلام يستطيع رد بعض الحقوق والدفاع عن بعضها) والأمثلة أكثر من أن تحصى؟
بعض الأندية حظيت وتحظى بوقفة صادقة من أعضاء شرفها وكان لذلك دوره في دعمها والمشاركة في إنجازاتها. أما النصر فلا أنكر وجود بعض الأعضاء والإعلاميين الذين قدّموا ويقدمون ما بوسعهم لخدمة النادي إلا أن هناك من الأعضاء من ابتعد عن النادي بشكل يدعونا لتساؤلات كثيرة؟
سأكون صريحاً معك (كنت ومثلي كثيرون من محبي النصر من زملائي الذين كثيراً ما ناقشوني في بعض مقالاتك بحكم زمالتنا ومعنا الكثيرون من محبي النادي) ننتظر من أبي سعد بشكل خاص أن يقف مع الفريق ويسانده في السراء والضراء وأن يختزل له حيزاً في ملحق الجزيرة الرياضي الذي لا يفصله عنه إلا بضعة أمتار فقط يخصص له فيه مقالاً يسطر فيه آراءه ونقده الهادف للنادي ولو كان بشكل شهري (ولن نقول أسبوعي) حتى لا نثقل عليك بدلاً من هذه المقالات الموسمية المتشنجة التي لا نراها إلا بعد مناسبات معينة؟ ولست أخي الكريم بحاجة لتذكيرك بقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
هناك تفاصيل كثيرة وطويلة لا أريد التطرّق لها (ولعل في الإشارة ما يغني عن المقالة).
دمت بخير.. مع خالص التحية والتقدير.
زميلك ومحبك داود بن أحمد الجميل - محافظة الزلفي