إعلان شركة فورد (الفرع الهندي) للترويج لسيارة (فيغو) أعتقد أنه سيكون هو الأسوأ هذا العام والأكثر خسارة، فمنذ أن تم إيقافه (أمس الأول) وحذفه من موقع الوكالة على الإنترنت، والدعاوى تتوالى على (الفرع الهندي) للشركة الأمريكية!
المشكلة في الإعلان المستفز هي أن (وكالة إعلان محلية) تم تكليفها بالقيام بحملة إعلانية للترويج للسيارة، لتقرر استخدام أسلوب جديد يُظهر شخصيات عالمية كرسوم (كرتونية) للترويج بالأسلوب المحبب والمشوق على الشاشة الهندية وعلى المستهلك الهندي، ويبدو أن (البهارات الهندية) التي تم إضافتها على الإعلانات الثلاثة كانت مليئة (بالفلفل) وكارثية (وحارة جداً) رغم التفوق في (الرسوم) وتقديمها بشكل متقن!
اللافت أن (الصورة الذهنية) النمطية حول الشخصيات الشهيرة طغت عند صناعة الإعلان! فالإعلان الأول تظهر فيه صورة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق (سيلفيو بيرلسكوني) وهو يلوح بعلامة النصر وفي مؤخرة السيارة (ثلاث نساء مقيدات ومكممات) ليقول دع كل مخاوفك وراء ظهرك مع صندوق فيغو فائق الاتساع!
وفي الإعلان الثاني تظهر شقيقتا النجمة العالمية (كارداشيان) مربوطتان أيضاً في صندوق السيارة، بينما تجلس في الأمام الممثلة (باريس هيلتون)، وهو ما تسبب في غضب النجمة العالمية لتوكل محامياً بشكل سريع رفع دعوى قضائية ضد الشركة الهندية يوم أمس!
أما الإعلان الثالث فقد نجت النساء فيه من (صندوق السيارة) هذه المرة، حيث استطاع شوماخر (بطل الفورمولا ون) من ربط أشهر منافسيه في البطولة (فتبل, هاميلتون, ألونسو) بالحبال في مؤخرة السيارة مكان النساء!
لا أحد يعلم حتى الآن كم ستتكبد الشركة الهندية من التعويضات؟! وهل سيطال (الشركة الأم) أي مسؤولية قانونية؟
ولكن يمكن أن نستفيد من هذا الخطأ (درسين مهمين): الأول هو في كيفية التعاطي مع الإعلانات المسيئة لنا (كعرب ومسلمين) بطريقة قانونية بعيداً عن (الانفعال) وردود الفعل الغاضبة العشوائية، وهي ردود الفعل التي أساءت لنا في مرات سابقة أكثر مما أفادتنا!
الثاني هو (تنبيه) للكثير من الشركات السعودية التي تستخدم أفكاراً عالمية (مسروقة) لصناعة الإعلان، أو موسيقى لبعض الأفلام الشهيرة، أو إيحاء لشخصيات شهيرة (حقيقة أو كرتونية)، لتظهر أثناء الترويج لنفسها دون اكتراث! أو دون علم!
الحذر واجب يا جماعة الخير وعليكم بالشخصيات الفنية المحلية، والسعيد من اتعظ بغيره!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com