تفتح الصحف تجدها متصدرة بكامل هيئتها، وزينتها، لثامها، وبرقعها، حاسرة، أو متلفعة..
ضاحكة، أو منبهرة..!
تفتح القنوات فهي محور الحوار، وموضوع القضية، ومدار الأفكار،
تسمعها، وتسمع عنها حيث تنقل لك النسائم صداها..، أو أصداء عنها..
تخرج إلى الأسواق تجدها بكل هيئاتها، وحالاتها..
هي المتربّعة كل مكان، المالِئة كل فراغ..!!
المرأة القضية العظمى التي خرجت من الصمت للصوت..،
ومن السور عن الطوق,..
ومن الخفر إلى وجه القِدْر..
كل شأن الآن هو المرأة..
وأي طاولة اجتماع هي الأولى فيها..،
وأي حديث، وجدل، ودلو فهو عنها.. ولها..
هي المريضة التي يتسارع المُعالجون لعلاج أدوائها..
وهي الغريقة التي يتراكض المُنقذون من أجل انتشالها..
وهي المظلومة التي يشحذ قواهم المُقتدرون لإنقاذها..
وهي السجينة التي تنصب العدالة من أجلها ميزانها..
المرأة.. المرأة.. ولا غير..
شُغل الناس بها، بالمرأة على حين غرة..
وغدت المرأة هي أجمل.., وأهم..، وأحق.., وأصعب.., وأول الأطباق...
وماذا بعد..؟
ما الذي بقي في الجّعب من أجل هذه الشريدة، الضعيفة، المغلوبة على أمرها..؟
كأنها لم تكن فأصبحت..
وكأنها لم تخض الحياة، ففتحت لها أبوابها..
وكأنها لم تأكل فانهالت عليها أطايب الأكل، وملذاته..
وكأنها لم تتنفس فأجريت لها المسارب لتشهق وتزفر..!!
وماذا بعد..؟
ربما الآن هو الدور دورها..
أن تجلي عنه، عنها..
أن تقف على قدميها، أو تتعثّر..
أن تقدم مشاريعها..، أو تطفو..
أن تنبهر عند لمعة الثقاب.. فلا تُوقد المصباح..
أن تثبت في كفة الميزان..
أو تميل بها نحو الأخرى...!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855