جدة - صالح الخزمري:

في ليلة الاحتفاء بكتاب الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: (مكتبة مكة المكرمة قديماً وحديثاً - دراسة موجزة لموقعها وتاريخها وأدواتها ومجموعاتها)، أكد أبو سليمان أن المكتبات في مكة من أقدم المؤسسات الحضارية في تاريخ العالم الإسلامي، وقد استمر تأسيس هذه المنارات الفكرية وتطور على مدى تاريخ الإسلامي، وأضاف أبو سليمان أن تاريخ مكتبة مكة المكرمة في العهد السعودي ينتظم في تلك السلسلة حتى أصبحت بموقعها التاريخي ومحتواها المعرفي أحد المعالم البارزة بالبلد الأمين، وأبان أبو سليمان أن المكان الذي شُيدت عليه هو مكان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال إن هذه المكتبة قد تدثرت بمجد الماضي وعز الحاضر.

من جانبه أشاد عبد المقصود خوجة بأبي سليمان، وقال: نسعد الليلة باستضافة كاتب، والاحتفاء بكتّاب.. جاعلين من مسيرة ضيفنا الكبير نبراساً نجتلي به طريق البصر والبصيرة، فقد علمنا دوماً أن فضيلة أستاذنا الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، صاحب تجليات، ترفد أنوار علمه أمسيتنا، فتزهو بكلمه الطيب، وتشرق بهاءً بحضوره المنيف.

إن الكتاب الذي نحن بصدده يُمثِّل أحد الجوانب المهمة التي تلهمنا بها مكتنا الحبيبة، فما أسعدنا بالجثو على الركب أمام عتبات: (مكتبة مكة المكرمة قديماً وحديثاً - دراسة موجزة لموقعها وتاريخها وأدواتها ومجموعاتها).

أعلم يقيناً أن ضيفنا الكبير لا يحب الإطراء، وعبارات الشكر، والتقدير والإجلال، وإن كان في ذلك غمط لحقه، ومصادرة لحقوق محبيه في الثناء عليه، لكن له ما أراد، ويكفينا أن نشير إلى تفانيه في خدمة التراث الإسلامي، وعلى رأسه كل ما يتعلق بمكة المكرمة، ولا أملك إلا أن أدعو له بالمزيد من فتوحات العلم المكتسب واللدني، بما ينفع الناس، ويمكث في الأرض.

الكتاب القيم الذي نسعد اليوم بتلمس شذراته مع مؤلفه الكريم، صدرت طبعته الأولى عام 1416هـ/1995م.. فكان إضافة حقيقية لهذا الباب، جامعاً بين دفتيه أهم ما جاء حول موقع مكتبة مكة المكرمة التي تواترت الأقوال العلمية والمحلية على أنها مكان ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الأمر الذي زادها تشريفاً وتعظيماً.. فاجتمع لها شرفا المكان والعلم.

الجدير بالذكر أن السيدة المكية فاطمة يوسف قطان قد موَّلت تشييد هذه المكتبة، بينما أشرف شقيقها الشيخ عباس قطان على البناء عام 1370هـ.. وعليه ليس غريباً أن يهتم بها فضيلة ضيفنا الكريم، ويبذل في سبيلها ثمين وقته وسابغ علمه، وبحثه الدؤوب لكل ما من شأنه أن يسهم في إثراء البحث عن تراث مكة المكرمة، فكان من الطبيعي أن يأتي الكتاب الذي نحتفي به تحت مظلة مؤلفه، متكاملاً من حيث منهجية البحث والتوثيق العلمي، منوهاً إلى أن محتواه يتناول: (الموقع والتاريخ، والإدارة القديمة والحالية، ورواد المكتبة، وفهارس الكتب المطبوعة، والبحث فيها، ونماذج لبعض محتويات المكتبة التي تحتوي على أكبر مجموعة من الكتب التراثية في طبعاتها الأولى)، فهذا قول ابن بجدتها، العارف بدهاليزها، المتكئ على رصيد كبير من العمل الدؤوب في ترقيتها، والنهوض بها شكلاً ومحتوى.

سيرة ذاتية مختصرة

فضيلة معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان

- ولد في مكة المكرمة عام 1356هـ، ونشأ بها، وتلقى تعليمه العام في رحابها.

- تتلمذ على علماء الحرم المكي الشريف، وبخاصة العلاّمة فضيلة الشيخ حسن بن محمد المشاط.

- حصل على الدكتوراه في جامعة لندن عام 1390هـ/ 1970م، وعلى دبلوم في القانون من كلية مدينة لندن للدراسات القانونية.

- رُقي إلى درجة أستاذ في الفقه وأصوله عام 1403هـ، وعمل عميداً لكلية الشريعة بجامعة أم القرى.. أشرف على الكثير من الرسائل العلمية لدرجة الماجستير، والدكتوراه.

- عُيّن عضواً في الكثير من المجالس العلمية، والأكاديمية بجامعة أم القرى، وغيرها، وشارك في الكثير من المؤتمرات العلمية داخل وخارج المملكة.

- عضو مجلس هيئة كبار العلماء، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وجائزة الأمير نايف العالمية للسنّة النبوية، وغيرها من المؤسسات العلمية داخل المملكة وخارجها.

- استضافته بعض الجامعات أستاذاً زائراً: جامعة هارفارد، جامعة نورث كارولاينا بأمريكا، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، جامعة الشيخ زايد بدولة الإمارات، كلية الدراسات الإسلامية بدبي، جامعة مفيد بقم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.