الرُّوحُ ظَمْأى لِمَنْ عَاثَتْ بِهَا غَيّا
فَلا الوِصَالُ وَلا الهجْرَانُ يَشفِيهَا
عَاثَتْ بِهَا طِفْلَةٌ فِي حَيِّنَا رَيّا
مِنْ حَيثُ تَلهُو فَمَا بِاللهِ يُدرِيهَا
كَمْ قُلْتُ مُنْذُ مَتَى مَاتَ الهَوَى فِيّا
حَتى أتَتْ لِرُفَاةِ الرُّوحِ تُحْيِيهَا
فَأيْقَظَتْ خَافِقًا مَا خِلتُهُ حَيّا
وَسَيَّلَتْ أَدْمُعًا جَفَّتْ مَآقِيهَا
وَشَاعِرًا لَمْ يَقُلْ مِنْ قَبْلِهَا شَيّا
مِنْ رُوحِهَا نَفَخَتْ مَا قَالَهُ فِيهَا
إِذَا يَمُرُّ بِهِ مِنْ طَيْفِهَا حَيّا
وَأَوْقَدَ النَّارَ عَلَّ الطَّيْفَ يُنبِيهَا
أَحَلَّ فِي حُبِّهَا مَا كَانَ مَنهِيّا
عَنهُ وَتِلكَ ذُنُوبٌ لَيْسَ يُخفِيهَا
لَمَّا تَجَلَّى سَنَاهَا خَرَّ مَغْشِيّا
عَلَيهِ فَاسْتَسْلَمَتْ رُوحٌ لِبَارِيهَا
بِاللهِ كَيفَ مَلاكٌ صَارَ إِنْسِيّا
أَمِ النُّفُوسُ إِذَا تُعطَى أَمَانِيهَا
أَبَعْدَمَا مَلَّ مِنْ أَيَّامِهِ طَيّا
جَادَتْ عَلَيْهِ بِمَا أَكْدَتْ لَيَالِيهَا
يَا لَيْتَ حَظِّيَ فِيهَا ظَلَّ مَطوِيّا
وَلا جَرَتْ فِيهِ مِنْ أَمْرِي مَجَارِيهَا
وَلا كَسَتْ شَيْبَتِي ذُلَّ الهَوَى زِيّا
وَأَضْرَمَتْ مُهْجَةً هَيهَاتَ أُطفِيهَا
يَا سَائِقَ الشَّوْقِ يَكْوِي رُوحَنَا كَيّا
أَلا تَسُوقُ لَهَا صَبْرًا يُسَلِّيهَا
غَدًا أَكُونُ لِهذَا الطِّفْلِ مَنْسِيّا
تَمْضِي وَأَلعَابُهَا للشَّيْخِ تُبقِيهَا