عندما امتدحت السيدة إليزابيث مارينكولا رئيسة جمعية العلوم والمجتمع الأمريكية مستوى الطلبة والطالبات المشاركين في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع 2013) بقولها: إن مستوى المشاريع المقدمة لا يقل جودة ومضمونا عن نظيراتها

في معارض دولية أخرى في أوروبا وأميركا. فإن هذه الشهادة تأتي في سياقها الصحيح لأن المراقب للمشهد التربوي يرى أن الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بات علامة بارزة في مسيرة وزارة التربية والتعليم بشراكة متميزة مع مؤسسة موهبة من خلال مساري الابتكار والبحث العلمي، ينجز طلابنا وطالباتنا من خلال «الأولمبياد» مشاريعهم العلميّة الفردية أو الجماعيّة بعد تحكيمها من قبل نخبة من الأكاديميين والمختصين وفق المعايير العلميّة لمثل هذه المسابقات النوعية التي تمارس صياغة التنافس العقلي بشكل علمي مبتكر، ولاشك أن أولمبياد «إبداع» نجح بشكل واضح في إعادة صياغة اهتمامات أبنائنا وبناتنا من خلال توفير البيئة التنافسية الصحيحة التي تشبع اهتماماتهم وتنمي روح الإبداع لديهم بل وتحبب لهم التنافس الحضاري من أجل خدمة الوطن على صهوة «الابتكار» و»الاختراع» ومن زار معارض الأولمبياد المختلفة وجد أن «الحافز الداخلي» لأولئك المبدعين الصغار هو من تجاوز بهم مراحل تشكل الاختراع ونمو «الابتكار» حتى حققوا شيئا من طموحهم العلمي، وهنا يأتي السؤال المفصلي عن دور الأسرة لتهيئة الجو المناسب للسيد «مخترع» لتأسيس بيئة صحية في البيت قبل «المدرسة « لتستمر قافلة النجاح بهؤلاء المخترعين قادة المستقبل، وبعد ذلك «المعلم» المطبخ الحقيقي لمخترع المستقبل، وأنا لا يهمني عدد المشاريع التي تأهلت للنهائيات لمشاركات دولية، لكن حجر الزاوية - في نظري - هو بناء خطة وطنية شاملة لنشر ثقافة الإبداع والابتكار في مدارسنا ،والقدرة على ابتكار وصنع المستقبل، وتوفير البيئة المدرسية المنافسة ليحقق من خلالها المعلم «طموحه في بناء «مخترع» المستقبل.

أخيرا إن الاهتمام بمثل هذه المسابقات العلمية مؤشر حضاري، ولكن تأسيس «حاضنات» للاختراع السعودي هو مفتاح المستقبل ومن ثم ربط «منجز» المخترعين بالنسيج الاجتماعي ليصبح هؤلاء المبدعين إضافة نوعية لمستقبل الوطن.