كل الدراسات والأبحاث توصي بضرورة دعم العمل الخيري بجميع أنواعه وأشكاله سواء من حيث الأنظمة أو توفير الكوادر البشرية أو الدعم المالي أو المؤسسات التي تعمل بهذا المجال.
تبرز أهمية التخطيط للعمل الخيري ووضع إستراتيجيات مدروسة تتيح تحقيق الرسالة والرؤية واستخدام كل الطاقات والإمكانيات المتاحة وهذه الإستراتيجية تؤدي إلى تحسين الأداء وتحقيق الأهداف وتسهم في تحديد الأولويات للأهداف المرجوة وتوجيه الموارد إلى تلك الأهداف، لذا يجب علينا في مجال العمل الخيري التخلص من الأساليب التقليدية في العمل الخيري في ظل البرامج التطويرية والعمل على الارتقاء بأداء القائمين على العمل الخيري في المؤسسات الخيرية والجمعيات وذلك من خلال الدورات والأنشطة التي تنتقل بالعمل الخيري إلى مرحلة أكثر تطويراً وعطاءً وتنميةً وتحقيق الأهداف.
من الضروري عند التخطيط للعمل الخيري مراعاة وضع الخطط والإستراتيجيات القائمة على أسس ونظريات علمية حديثة بعيدة عن الأساليب التقليدية, يجب أن تكون هذه الخطط أكثر موضوعية وأكثر مرونة وأقل تكلفة وجهداً حتى يستطيع القائمين به بالارتقاء بأداء العمل الخيري السعودي وفقاً لأسس ومعايير مدروسة.
العمل الخيري ليس جهوداً تُبذل فحسب لعلاج مريض أو مساعدة محتاج أو قضاء دين. وهذا ما يؤكِّده قول الله تبارك وتعالى {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ *فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ *وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}.. سورة الماعون.
في هذه السورة تعالج حقيقة واضحة هي أن الدين ليس دين مظاهر أو طقوس أو أداء عبادات وشعائر دينية معينة فقط، بل تؤكّد هذه الآيات القرآنية أنه يجب على كل مسلم الالتزام بهذه القاعدة القرآنية التي تبيِّن وتؤكِّد أن من لم يقم بأي شكل من أشكال العمل الخيري هو بمثابة المكذّب لدين الله.
لو أن المسلم صدَّق بالدين حقاً ولو استقرت هذه الحقيقة في قلبه وعمل بها ما كان ليدع اليتيم وما كان ليقعد عن الحض على طعام المسكين حقيقة الإيمان والتصديق بالدين ليست كلمات تُقال باللسان إنما تحول في القلب يدفعه للخير والبر بإخوانه المحتاجين، والله لا يريد من البشر كلمات إنما يريد منهم العمل يصدّقه القول, ق ول بدون عمل لا وزن له عند الله سبحانه وتعالى تبيّن الآيات القرآنية أن العمل الخيري يساهم مساهمة مباشرة في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في أي بلد وأي مجتمع لاسيما في مجتمعنا الذي يحظى العمل الخيري فيه ولله الحمد برعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولاة أمرنا حفظهم الله.