المعلمة التي تم تعيينها، بعيداً عن مقر سكنها بمئات الكيلومترات، لن تجد وسيلة النقل المناسبة، وستضطر لركوب أشباه السيارات، معرّضة نفسها وزميلاتها للموت اليومي. والطفل الذي يدرس في مدرسة تحشره مع عشرات الأطفال في حافلة صغيرة واحدة سيتعرّض لخطر يشبه خطر المعلمات!
الحوادث المميتة التي لا تتوقف لمعلماتنا وأطفالنا، يجب أن تكون وزارة التربية والتعليم مسؤولة عنها. إنه من المخجل أن تستمر هذه الوزارة في تحميل الوزارات الأخرى مسؤولياتها. نحن نريد أن تكون هي المسؤولة عن التنسيق مع كافة الوزارات والمصالح الحكومية، بهدف الوصول إلى حل لهذه المأساة التي تحصد أرواح بناتنا وأطفالنا كل يوم. ثم تقول الوزارة على لسان مسؤوليها:
هل تريدون مني أن أقوم بأدوار وزارة النقل والإدارة العامة للمرور وأمن الطرق؟!
نعم. نريدك يا وزارة التربية والتعليم أن تكوني كذلك. كيف تكونين كذلك، هذه مشكلتك. أنتِ التي عجزت عن إيجاد حلول إدارية لمشاكلك، فلا تجعلي بناتنا وأطفالنا يدفعون الثمن. دماء كل الأطفال الذين يتنقلون في الحافلات بدون أدنى وسائل سلامة، هو في رقبتكِ. ودماء المعلمات التي تتناثر في الطرقات البرية النائية، هو في رقبتكِ. نسّقي مع كل القطاعات وأنت تستشعرين المأساة، وليس لكي تتنصلي من المسؤولية.