في كل استراحة هناك (عازب) أو أكثر، لا همَّ لهم إلا التنغيص على فريق المتزوّجين، والتنكيد عليهم بالتندر على قصصهم مع زوجاتهم، واتهامهم بالخوف من (أم العيال)؟!
وعلى ذكر (أم العيال) لا أعرف لماذا أشعر أن ثقافتنا ما زال فيها شيء من (العنصرية) عند وصف المرأة بهذا الاسم؟! مع أنها (أم للعيال والبنات) معاً؟!
رغم أن الأجداد كانوا يعتزون بأسماء (أخواتهم) عندما يحمى الوطيس في الشدائد، إلا أنك تسمع البعض يقول (أخو العيال) في هذا الزمن بمجرد انسكاب (بيالة شاي) على ثوبه.. عموماً هذا موضوع شائك، ولنعد لعزاب الاستراحة أفضل!
فما إن يرن (جوال الزوج) المُلتحق مؤخراً بالاستراحة، حتى تبدأ أعين (العزاب) بترقب (ردة فعل) المغلوب على أمره، هل سيطنش الاتصال ويبقى (أسد، غضنفر)، أو (ذيب) كما روّج له عند انضمامه لهم؟!
أم أنه سيتسحب خارج الاستراحة (بحجة المكالمة) خطوة بخطوة مثل غيره، ولن يعود إلا في اليوم التالي أو الذي يليه، بسبب الاستدعاء (الفوري) دون قيد أو شرط؟!
أم هو ممن سترتعد (فرائصه) مباشرة وسيجيب على الاتصال من (أول رنة)، لأنه لا يقوى على الحركة ويرد بصوت منخفض: حاضر.. طيب.. إن شاء الله.. شوي وبجي.. إن شاء الله.. والله ما أدري.. يا لله مع السلامة.. خير والله ما أدري.. طيّب قلنا مع السلامة!
هنا العزاب يستمتعون (بالمشاهدة) والتقييم فيما بينهم، وتبدأ تتشكل لديهم (صور مشوّهة) عن مستقبل مظلم ينتظرهم، بسبب رواد الاستراحات من المتزوّجين، وتتأكّد لديهم قناعات بعدم التفكير بالزواج!
هم طرف أساسي في الاستراحة، بينما المتزوجون طرف متغيّر، وعلى ذمة خبير نفسي (عزاب الاستراحات) هم أكثر من يعلم بالمشاكل الزوجية في المجتمع بسبب (الفضفضة)، لأنهم خير من ينصت للمتزوّجين عندما يهربون من منازلهم بحثاً عن ساعة صفا؟!
حقيقة لا أعرف كم عدد العزاب في الاستراحات؟! ولكن طالما أن الأمر كذلك فعلى المهتمين (بشؤون الأسرة) عدم إغفال قدرة (هؤلاء) وخبرتهم في المساعدة بتحديد أسباب وحلول (المشاكل الزوجية)!
وبالمقابل على (عقلاء الاستراحة) السعي لتزويج عزابها (حتى يكونوا في الهوى سوا)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com