أصبحت محافظة الرقة أولى المحافظات المحررة في سورية، بعد أن استطاع الجيش السوري الحر تطهيرها من قوات بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتم القبض على محافظها وأمين سر حزب البعث، واللذان خُضعا للتحقيق مع جملة من كبار المسؤولين الذين يديرون المعارك ويوجهون مجاميع الشبيحة لقتل المتظاهرين السلميين.
ومحافظة الرقة ليست هي المحافظة الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، إلا أنها تعد الأولى التي تُنظف تماماً من عسكر بشار والذين يناصرونه من الشبيحة وحزب حسن نصر الله والمرتزقة الإيرانيين، فهناك محافظات يسيطر الثوار السوريون على أكثر من ستين بالمئة منها، كمحافظة حلب التي يتجوَّل الثوار السوريون في مدنها الكبرى، وقبل أيام تفقَّد السيد معاذ أحمد الخطيب رئيس الائتلاف السوري إحدى مدنها وجال في المناطق المحررة، أيضاً ليس ببعيد عن الرقة إذ يسيطر الثوار على محافظة دير الزور التي تقلص وجود عسكر بشار فيها حيث طُردوا من أهم المراكز الأمنية والعسكرية والإدارية. ودير الزور والمدينة الثانية فيها أبوكمال والمنافذ الحدودية مع العراق جميعها أضحت تحت سيطرة الجيش السوري الحر. وهذه المحافظة تكاد تكون شبه محررة لولا وجود جيوب لجيش بشار الأسد من خلال مواقع عسكرية هي تقريباً محاصرة من كتائب الجيش الحر.
الرقة التي تتوسط محافظتي حلب ودير الزور وتتواصل مع محافظات إدلب وحمص والحسكة، وهو ما يمثل أرضية جاهزة لاستكمال وإعلان المنطقة السورية المحررة والتي ستحقق الأمان للعوائل السورية المهجرة والتي تتعرض للأبادة في المدن السورية التي تطالها صواريخ وقذائف الطائرات الحربية، كما أنها ستتيح للثوار إدارة المناطق المحررة وتقديم نموذج للسوريين يظهر الفرق بين إدارة بشار وشبيحته وبين إدارة الثوار التي تستند على تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتعامل المتوازن، وهو ما سيقدم للسوريين نموذجاً يلغي التخوفات والاعتراضات التي تؤجل استكمال الثورة لاستحقاقاتها.
ولهذا، فإن إعلان تحرير محافظة الرقة بداية تؤشر إلى اقتراب السوريين من تحقيق حلم تطهير بلادهم من حكم الطغاة والشبيحة الذين أذاقوا الشعب السوري الحرمان وويلات الدمار والحروب.
jaser@al-jazirah.com.sa