يُنظر إلى الطب الشعبي في جميع دول العالم أحياناً على أنه عقبة كأداء في ميادين الطب، إلا أن العالم في الآونة الأخيرة غيّر نظرته حول هذا النوع من الطب، بعد أن عُرف أن للطب الشعبي درجات سبق في مجال الطب والاستشفاء.. ولكننا اليوم في الدول العربية دون استثناء ينظر الناس إلى الطب الشعبي نظرة يكتنفها الريب والشك وعدم الوثوق به. وإن لهذه النظرة للطب الشعبي أسباباً عدة، لعل من أبرزها أن مثل هذا النوع من الطب دخل فيه مَن ليس لهم باع طويل في مضاميره. والسبب الثاني هو أن المسؤولين عن الصحة في العالم العربي لم يحتووا ولم يؤطروا نجاحاته؛ فهم لم يقفوا على تلك النجاحات التي حققها الطب الشعبي، بل نظروا إليه بعين رمداء، وقذفوا به قذف النواة!! كما أنهم لم يقفوا على إخفاقات هذا النوع من الطب؛ كي يُبارَك الصحيح ويُقضَى على السقيم منه. وهذا تصرف عليه بعض المآخذ؛ لأنه من خلال إلقائنا نظرة فاحصة على الطب الشعبي فإننا نرى له بعض النجاحات، كما أنني في الوقت نفسه لا أبرئ ساحته من بعض الإخفاقات؛ فمثله مثل الطب التقليدي.
إن دق «إسفين» بين الطب الحديث والطب الشعبي مسألة فيها نظر، وإنما الواجب هو الوقوف عن كثب على نجاحات الطب الشعبي والإشادة بها، والإشارة إليها، ومن كانت على أيديهم هذه النجاحات يجب أن نعطيهم الفرصة..
إذاً، إن جعلنا أصحاب الطب الشعبي كلهم جميعاً في سلة واحدة ظلم للطب وأهله؛ لذا يجب علينا أن ننظر للطب الشعبي على أنه رديف للطلب الحديث، وعلينا أن نتذكر بقراط وماجالنيوس وابن سينا، وغيرهم كثير، ممن كانوا بالأمس يزاولون الطب الشعبي، وما الطب الحديث اليوم الذي بين أيدينا إلا خلاصة لتجربة هؤلاء السابقين.
إذاً، والحالة هكذا، يجب على وزارات الصحة في العالم العربي التفاهم مع الأطباء الشعبيين والوقوف على ما حققوه من نجاحات، والوقوف بحزم تجاه من هم دخلاء على هذا النوع من الطب، الذين لعبوا بأرواح الناس.
بارك الله في جهود الجميع، ورزقنا وإياكم الصحة والعافية.