ينشط في هذه الأيام وأعني بها (فترة الاختبارات المدرسية والجامعية) دعاة الضياع (مروّجو المخدّرات) لجني المال الحرام للسرعة في الثراء، متمثلين بالعبارة المكافيلية (الغاية تبرّر الوسيلة)، والوسيلة هنا هم ضحاياهم من أبنائنا وفتياتنا لغاية دنيّة هي جني المال الحرام والثراء السريع الممجوج الذي بسببه نخسر أحد أهم مكوّنات ولبنات المجتمع والوطن ألا وهو الشباب.
إن دعاة الضياع ينشطون في هذه الأيام بحثاً عن فريسة بل قل فرائس يغررون بأبنائنا وفتياتنا لحداثة سنّهم أو قل لسذاجة فهمهم وجعلهم بآثار المخدرات تحت مسمّيات وعبارات رنانة وهمية زائفة، تجعل أبناءنا وبناتنا برضخون لهم ولشعاراتهم لتجريب هذه السموم للهروب من ضغوط الاختبارات والحياة، وما تدري الضحية بأنها تزيد من معاناتها ومشاكلها، بل يتعدّى ذلك إلى نقل المعاناة لأسرهم ومجتمعهم، حينما يدخلون في نفق الظلام الأبدي ويغرقون في بحر الإدمان والضياع ليصبحوا عاطلين جسمياً وفكرياً، بل عالة على أسرهم ووطنهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
إن دعاة الضياع هم العدو بل هم الطابور الخامس حيث يمتلكون أسلحة متطورة في هذه الأيام، تزيد من حربهم وتدميرهم وتفكيكهم لمجتمعهم ووطنهم إن لم يكن أمتهم، وذلك حينما يروّجون المخدرات معاد تصنيعها بمركّبات مركّزة تدمر عقول أبنائنا صنعتها بعض الدول التي تتعمّد تدمير شبابنا وعلى رأسها العدو الأول لنا دولة إسرائيل، الذين أضافوا العديد من مركبات الهلوسة والهروين ذات المفعول الطويل التي تركز وتضغط على الجهاز العصبي لساعات طويلة، بهدف تدمير الإنسان المسلم الفعال وجعله مجردا من المشاعر والأحاسيس الإنسانية وتعطيل إنتاجية المجتمعات الإسلامية وجني أموالها وخيراتها، وهذا ما نراه هذه الأيام من مشاهد غير طبيعية تحدث في أوساط الشباب والفتيات من ضحايا المخدرات، وصلت إلى مؤشرات خطيرة جداً مثل التفكك الأسري والطلاق وإيذاء الأبناء والزوجات وانتشار السرقات والجرائم والانتحار وعقوق الوالدين بل قتلهم، ومظاهر التمرد مثل التفحيط، المشاجرات والخروج على تعاليم الدين وأعراف وتقاليد المجتمع.
وأخيراً أقول لأبنائنا وفتياتنا إن السعادة لن تجدوها إلا في الدين وذكر الله والتمسُّك بهما، ولن تتذوّقوا جمال الحياة وطعم الإيمان إلا بهما ومن خلالهما، وأقول لدعاة الضياع اتقوا الله إن متاع الحياة الدنيا قليل والآخرة خير وأبقى والعبرة براحة البال وبركة المال والأعمال.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وقال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}.
وفي الختام أسأل الله لنا ولكم سداد الرأي وحلاوة الإيمان وأن يحفظ أبناءنا وفتياتنا ويهدي ضالّنا .. اللهم آمين.
- مشرف التوجيه والإرشاد بمنطقة الحدود الشمالية