الجزيرة - ليلى مجرشي:
اختراقاً للقضايا الحقيقية التي ترتقي بالمجتمع، وتتويجا لدور صحيفة (الجزيرة) في تنوير المجتمع بل والأخذ بيده بشكل حقيقي بدلا من الاكتفاء بدور التنوير.. جاء كرسي أبحاث صحيفة الجزيرة ليؤدي دوره في هذا الإطار، والذي تستعد جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتدشين مرحلته الثانية يوم الأحد الموافق 22-3-1434هـ حيث سيكون الملتقى تحت عنوان تحولات العصر الرقمي وآثارها على اللغة العربية).
وأشارت رئيسة الكرسي بجامعة الأميرة نورة الدكتورة نوال الثنيان إلى أنه تم تنظيم بعض الفعاليات وورش العمل والدورات التدريبية قبل الملتقى، موضحة بعض تفاصيل القادم ضمن خطط الكرسي: «سيركز الكرسي خلال المرحلة الثانية على ما يخدم الجامعة والمجتمع بشكل عام عن طريق الاستشارات سواء من خارج الجامعة أو داخلها، والخروج بأهداف مهمة منها ربط التعليم بالتقنية.
وتحدثت الثنيان عن الملتقى وتدشينه: «يوجد العديد من مخرجات المرحلة السابقة للكرسي، والعديد من الأبحاث ستقدم في التدشين القادم، كما وضعت خطة عامة واتضحت الرؤى والمشاريع، بالإضافة لعقد شراكات بين الكرسي وبعض الجهات، والتركيز على المهارات اللغوية في مجال الإعلام».
وذكرت الثنيان أن الملتقى سيقدم عددا من المشاريع البحثية التي تربط بين اللغة العربية والإعلام بشكل يجعل اللغة العربية تتماشى مع الظواهر الجديدة لتدارك السلبيات عن طريق هذه النخب الثقافية.
وحول المعايير التي وضعت للمشاركين في الملتقى بينت الثنيان أن جانبا من هؤلاء المشاركين متخصصون في اللغة العربية ومن أصحاب الشهادات العليا لكنهم ليسوا بعيدين عن المجال الإعلامي، بل لهم اهتمامات إعلامية كبحوث أو يعملون كتاباً في الصحف، بينما الجانب الآخر منهم هم من نخبة الإعلاميين من كتاب ومسؤولين.
الثنيان أوضحت أيضاً للجزيرة أن بعض القنوات الفضائية أصبحت ذات طابع عامي بما في ذلك نشرات الأخبار والبرامج الثقافية أو تقبل مشاركات بالعامية: «حتى النشء وفئة الشباب أصبحوا يتحدثون مع بعضهم في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أو في محادثاتهم العادية مستبدلين الألفاظ العربية بالأجنبية فيما يسمى بظاهرة (العربيزي)، وهي ظاهرة خطيرة تفشت بين الشباب باستبدال بعض الألفاظ العربية بالأرقام»، مؤكدة أن هناك من يتحدث عبر وسائل الإعلام باللغة البسيطة الدارجة مما يؤدي إلى تداول بعض الأخطاء ونشرها، وفي الإعلام المكتوب تفشت الأخطاء عند بعض المثقفين ما جعلها تستشري بين قطاعات المجتمع.
وتؤكد الثنيان حرص الجامعة على الاقتراب من وسائط التقنية الحديثة، باعتبارها من الأوعية التي يمكن استغلالها لتحقيق الغايات المنشودة: «الجامعة سعت لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر بإنشاء حساب خاص للكرسي (ضادات جامعة نورة)، حيث يتم التفاعل بين الطالبات بالتغريد بما لديهن عن اللغة العربية وتصحيح الأخطاء الشائعة، والتغني باللغة العربية وجمالها وفصاحتها، وتأصيل بعض الألفاظ»، مشيرة إلى أنه تم وضع جائزة لأكبر عدد من التغريدات وأفضلها، كما يتم من خلال الحساب الكشف عن اهم اللقاءات والمؤتمرات حول اللغة العربية وكتابة بعض الأقوال المأثورة للغة العربية، مؤكدة أنه لوحظ التفاعل الكبير من قبل طالبات الجامعة مع هذه الأدوار، ومتمنية الخروج من الملتقى بمصادر بحثية ومشاريع جديدة سواء للكرسي أو للغة العربية، وتكوين شراكة بين وسائل الإعلام والجامعة حول مشاريع معينة تخدم اللغة العربية.
من جانب آخر عبر مدير التحرير للشؤون الثقافية في صحيفة الجزيرة الدكتور ابراهيم التركي عن سعادته في الملتقى خلال المرحلة الثانية لكرسي مؤسسة الجزيرة، مشيرا بأن تلك المشاركة تتمثل بتقديم ورقة عمل يتحدث من خلالها عن تجارب المؤسسات في البحث عن الإعلام الجديد واللغة العربية مستعرضا تجاربه الشخصية من خلال عمله الإعلامي والتركيز على تجربة مؤسسة الجزيرة.
وعما يحدث للإعلام وتأثره باللغة قال التركي: «الكل أصبح يكتب والكل له موقع خاص أو مدونة.. هذا كان له أثر كبير على اللغة العربية، فقد أصبحت العملية (أكتب ما تشاء) لتظهر بعدها أخطاء كثيرة خاصة بين فئة الشباب»، مشيرا أن وضع اللغة العربية ليس بالوضع الجيد في ظل التنامي الإعلامي الجديد حيث لا توجد محاسبة للمخطئ.