وقيل اقرأ
وجفّ الحلق..
حتى تبلل بالذي عَرْفا يفوحُ
ألست بقارئ كنها عظيما
تصدعت الجبال له وخرَّت
ومتن لا تخالفه الشروح
طرائقُ كانت الجنُ استفاقت
وهم قددٌ أحلوها وقالوا:
سمعنا مُنزَلا عجبا..
فصحنا..
وهذا المُنزَلُ الحق الصحيح
هو القرآن لا ريبا أغثني
هو القرآن..
غرد في دمائي..
فدبت في عروقي
إشاراتُ التيقن والوضوح
وهذبني.. بناني..
كنت قبلا ذرى الأرض الخلاء
فعبدتها المثاني..
فكيف أمد كفي بعد هذا
لأبني من ذنوب العمر قصرا
وفي القرآن يا أهلي الصروح
فيا دمعي الذي يشتاق وجهي لخشيته
تعال اليوم إني
على ليل مضى قلبي ينوح
لمن مدت له الأرض استقرت
وألقت كلَّ ما فيها تخلت
أجبني في زمانٍ شاخ طفلا
وما نفخت به للهدي روح
وخذ عني الأكنة يا إلهي
وخذ يبس العقيدة واجتذبني
وثبتني على الإسلام
إني أرى وقرا على الأذان يسعى
تهب له على الأحباب ريح
يجسر ما توازي غير أنا
نحمله فيرمينا خفافا
تناديه الجراح
فيشتريها ببلسمه العجيبِ.. فتستريح
هو القرآن يُنفِدُ كلَّ بحر
لأن على شواطئه بحارا من التأويل
ليس لنا هداها
نحاولها ولكنا نَطيحُ
وما شعري وذكر الله فوقي
غماما كلَّما أملي تدلى
علي اخضر يابسة نضيرا
وبين صخوره نبت الطموح
- ابتهال محمد مصطفى