|
القاصة صفاء فريد البيلي صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان أحلام مؤجلة اشتملت على قصص:
أحلام مؤجلة، أحياناً، رائحة الموت، أغلى من الحب، أياد صغيرة.. بيضاء، براويز، على الماسنجر، جوجل زمانه، سندس.
وتقول القاصة في جزء من قصة أياد صغيرة.. بيضاء: الشتاء بارد جداً هذا العام.. والأمطار تنزل من السماء ترخ فوق رؤوسنا الصغيرة فنتفاداها بما تيسر، نتوارى تحت الأسقف التي تتناثر من آن لآخر على جانبي الطريق..
وتقول في قصة براويز: قبل أن اجتاز الصالة الواسعة في بيت جدي القديم ذي الجدران الوطئة والحوائط الكالحة التي ودعت لون طلائها منذ زمن بعيد واجهني الباب الخشبي العتيق الذي يشبه الأبواب التراثية والذي تتوسطه كف حديدية بحجم قبضة اليد منقوش على جانبيها بعض العصافير المتقابلة التي تمسك أغصان الزيتون بمناقيرها.
ملأني الحنين والشجن وأنا أتأمل المكان الذي ولدت فيه.
وتقول في قصة جوجل زمانه:
(غزارة المعلومة هي أزمة مساوية تماماً لشحها)..
هذه الجملة كانت مما استفدته من أول محاضرة استمتعت إليها من أستاذ مادة طرق البحث أثناء دراستي لتمهيدي الماجتسير.. وها أنا أذكرها الآن وأراها حقيقة تتجسد وأنا جالسة أمام الانترنت اتصفح قوائم من العناوين هائلة الغزارة جاءتني كالرد العاصف حين كتبت كلمة (البنيوية) في محرك البحث جوجل.
وحين وجدت نفسي غارقة بين هذا الطوفان المعلوماتي الذي يحتاج مني لجهد كبير لتمييز الغث من السمين تذكرت أيام الدراسة الأولى حين تخرجت في الجامعة وكانت وسائل الاتصال وتدفق المعلومات تعاني شحاً وضعفاً وكنا نتبادل الكتب وأحياناً ننسخ بالقلم مقالة أو قصيدة أعجبتنا.