قبل أكثر من سنة تم افتتاح فندق ريتز- كارلتون في الرياض، ويُعد أحد أفخم فنادق الرياض إن لم يكن الأفخم فعلا. والفندق الذي تعود ملكيته لوزارة المالية، من تصميم مكتب الرشيد للهندسة وتنفيذ شركة أوجيه، ولكن كما هو الحال في ثقافتنا المعمارية المحلية، يُهمل اسم المصمم لصالح اسم المكتب الهندسي في بعض الأحيان أو يُهمل الاثنين تماماً في أغلبها، وذلك لأسباب لا زلت أجهلها.
ما يعنيني في الفندق هو هذا الهدر في تصميم وتنفيذ ما يمكن أن يوصف بالتحفة المعمارية، لكن دون أن يكون للهوية المحلية علاقة مباشرة بها!، لا من الشكل الخارجي ولا من الداخل سوى في أجزاء لا يمكن أن تُشّكل أهمية في إطار القالب العام لهوية المبنى.
وهذا البُعد أو الجفاء في الطرز المعمارية المحلية ليس بالجديد، فمدينة الرياض لا تختلف كثيرا عن كثير من المدن العالمية في الشكل الخارجي من حيث السمة المعمارية، سوى من مناطق أو أجزاء معينة غالبها وقع تنفيذه إما تحت مظلة الهيئة العليا لمدينة الرياض، أو الهيئة العامة للسياحة والآثار، فيما معظم العمائر والمباني والمؤسسات التجارية ذات طراز معماري (بلا هوية)!
ولمن يسأل لما التركيز على هذا الفندق تحديدا في نقد موقفه في عدم الارتباط بالهوية المحلية، يمكن القول إن وراء نقدي هذا سببان:
الأول: كما ذكرت في مقدمة المقالة، أهمية هذا المبنى كأحد أفخم الفنادق وتحفة معمارية تقف أمام حي السفارات وكوجهة لزائر المملكة من درجة معينة كالوفود الرسمية للدولة.
الثاني: أن المالك هو وزارة المالية، والتي يجب أن تتكاتف جهودها مع مؤسسات القطاع العام الأخرى في الاعتزاز بالهوية المحلية، وتشجيع اتخاذ ثقافتنا مصدرا للرؤية الإبداعية في التصميم المعماري ككل.
ولنا في أثر جائزة الآغا خان للعمارة نموذج لأهمية وأثر تشجيع الطوابع المحلية في مدننا ومحيطنا البصري ككل، كي لا تضيع الهوية المحلية في زمن العولمة.
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية