هذه بكائية في فقد شيخي، وصاحب الأفضال الكثيرة عليّ الشيخ: عبد الرحمن بن عبد العزيز الجلال الذي غاب نجمه، وفقدناه يوم الجمعة 22-2-1434هـ.
رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في مستقر رحمته.
في القلبِ من أَلَمِ المُصاب أُوَارُ
والحبُّ يا قومي له أَسرارُ
فالشيخُ في مَشْفَاهُ يشكو نَبْضَهُ
وتضاربتْ في طِبِّه الأخبارُ
قد كنتُ أرجو بُرءَه فتكاثرتْ
عِلَلٌ عليهِ صغارُها وكِبارُ
وظننتُ أن السُّقْمَ يخجلُ مَرةً
من شيخِنا ووقارِه فَيَحَارُ
لكنهُ سَيفُ الحِمَامِ إذا علا
لا بدَّ أن تمضي به الأقدارُ
وتعالتِ الأصواتُ مات حبيبُنا
وخلتْ من الوجهِ البَشُوشِ الدارُ
أواهُ ماتَ الشيخُ تلك مصيبةٌ
يبكيه ليلٌ إن سَجَى ونهارُ
يبكيه أهلٌ والصحابُ وجِيرةٌ
تبكيه أرضٌ والسما وبِحَارُ
أما أنا فمصيبتي فوق الورى
وشهيدُ وَجْدي دَمعيَ المِدْرَارُ
قمْ فاسألِ القبرَ الحَظيَّ بِشيخِنَا
واسألُ عن الأَلْحَادِ كيف تَغَارُ
يا قبرُ هل تدري عن الضيف الذي
قد شرّفتكَ عِظامُهُ الأطهارُ
يا قبرُ هذا الشيخُ يحوي صَدرُهُ
آياتِ ربي، عِزةٌ وفَخارُ
يا قبرُ هذا الشيخُ قلبٌ نابضٌ
بالحبِّ فهو دِثارُهُ وشِعَارُ
يا قبرُ هذا الشيخُ قلبٌ أبيضٌ
فشبيهُهُ الأطيارُ والأزهارُ
يا قبرُ هذا الشيخُ سِفْرُ مواقفٍ
لَتَجِفُّ من تدوينها الأحبارُ
يا قبرُ هذا الشيخُ بَحرُ فضائلٍ
هو - والعظيم ِ- تواضعٌ ووقارُ
عُوجُوا على قبرِ الحبيب وسلّموا
يا أيها الأصحابُ والأخيارُ
كان الفقيدُ بكمْ حَفِيًّا دائماً
رُدُّوا جَميلَ الشيخِ يا أبرارُ
ربّاه يا ربّاه أكرمْ شيخَنَا
فَلَأَنتَ وحدك رَبِّيَ الغفّارُ
وعزاؤنا ذاك الضياءُ بِوَجههِ
ودعاؤُنا الجنّاتُ والأنهارُ
د. عبد الرحمن بن ناصر الدّاغري- مستشار في وزارة التعليم العالي
dr.aldaghri@gmail.com