يقول الشاعر هاشم شفيق في ديوانه (حميميات):
في الشتاء
يبدو الزجاج هنا
مغموساً في الضباب
ثمة نوافذ من فرو
وباب من صوف
وأفريز مبطن بالخضرة
البحر بعيد
ولكن له لغة من جليد
يفهمها البحارة
ورجال الأسكيمو
ويجهلها شخص شرقي مثلي
لا تزال في جيوبه بقايا نسائم شرقية
وبضعة شموس
ويقول الشاعر في قصيدة «أسطورة السطح»:
كنت أنام
على السطح
أحدق بملايين النجمات
فأغفو في كسل
مندساً بين حرير النسمات
وفي الفجر
الديك المتباهي يوقظني
رائحة التنور المسجور
تطال غطائي
صوت الجارة
في السطح الثاني
يفتح أفقا في عيني
ويدفعني للشارع
بينا الآن
الجدران سمائي
الأفق زجاجي
تكسره نظرة والبرد قبائي..
ويقول أيضاً:
في الأشتاء
وفي ورق الأشجار المتطاير
خلف نوافذ بيتي
يتهادى غيم مكتنز بالنظرات
فيبصرني
أهضم صمتي بهدوء
ولهذا يترك دوما
هذي القطرة فوق شفاهي
المجروحة بالصمت
وملح العزلة