هذه الأرض المباركة الطاهرة والتي أنجبت سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم أعظم رجل في التاريخ جمع الأمة تحت راية واحدة ودين واحد، تحمل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ثلاثة عشر عاماً كاملة من المتاعب في مكة دون انقطاع وثماني سنوات في المدينة دون توقف،
ثم جاء من بعده من حمل الأمانة وصان الكرامة وطبق العدل والمساواة؟ وهكذا استمر العطاء واستمر الوفاء لدين الله وسنة رسوله، حتى هذا العصر عصر التقدم العلمي والخيال العلمي والذي نحتاج معه إلى رجال يحملون نفوساً كريمة أبية متأثرين بهدي نبيهم ويطبقون منهجه يدعون إلى الخير ويحاربون الشر ينذرون أنفسهم ليكونوا هداة مهتدين لأنهم من أرض الحرمين ولأنهم أحفاد الصالحين، ولم يخيب الله آمالنا بوجود الدعاة الصادقين من أبناء هذا البلد الأمين وهاهم ينطلقون إلى أقصى أرجاء المعمورة يعلمون الناس مبادئ وأخلاق ونظم الحياة الإسلامية إن جولاتهم هدفها إشاعة الخير ودحر الشر ونصرة المسلمين في كل مكان متسلحين بالقرآن الكريم وسنة نبيه يجدون من هذه البلاد وولي أمرها كل التسهيلات والدعم اللامحدود والذي شملهم وشمل كثيراً من شعوب العالم من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض.
إن الأعمال الجليلة التي تقدمها المملكة من أجل دعوة الحق يجب ألا تعامل بالتنكر داخلياً وخارجياً وإنه من الخطأ الفادح أن كل هذه الفضائل وكل هذه المشاريع وكل هذه المساهمات وكل هذا التقدم والتطور لا يجد من أصحاب النفوس المريضة أي قبول؟ فهل يريدون إعادتنا إلى الوراء قبل توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -: وهل يريدون العيش في عصر النزاعات والفوضى والسلب والنهب والتناحر، إن الإنسان المخلص السوي هو من يحاول بكل قوته ترسيخ مبدأ التسامح والمحبة ويرفض مبدأ التنكر ويعرف تماماً أن المحافظة على وحدة الوطن وثقافته ومكتسباته تعني الوفاء، ولهذا فإنه على المجتمع الاعتراف والافتخار بما تقدمه بلادهم لهم وللعالم وبدون منة بل هو واجب حتمي تمليه علينا الأخلاق الإسلامية؟ وفي نفس الوقت فإننا نرفض وبشدة التنكر لكلمة الحق التي تنطلق من هنا من بلاد الحرمين لأن التنكر للقيم والفضائل رذيلة، والله الهادي.