|
في البداية لا بد من الإشارة إلى اعتزازنا في المملكة العربية السعودية بالنهضة الرياضية المشرفة بنفس الدرجة التي نعتز بها في الحراك الأدبي والثقافي، فكل منهما واجهة حضارية وعصرية من الأوجه المشرفة للوطن وأبنائه المواطنين المخلصين، فكلا الجانبين يوثقان بالزمان والمكان جزءا من تاريخ الوطن وثقافته التي يعتد بها الخلف الذي هو امتداد للسلف في كل شأن إيجابي مشرف وغال.
وكذلك لا بد من الإشارة إلى أن أكثر رؤساء الأندية السعودية الرياضية على مر تاريخها هم شعراء معروفون كالأمير عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر سابقاً - رحمه الله - ولعل إحدى أبرز قصائده المعروفة التي غناها الفنان عبادي الجوهر (كلمة ولو جبر خاطر)، وكذلك الشاعر المعروف رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو أشهر من نار على علم في الشعر، أيضاً الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر الحالي والأمير فهد بن خالد رئيس نادي الأهلي كل منهما قد شدا بكلماتهما الفنان راشد الماجد في أغان معروفة للجميع، وحتى لو رجعنا لتاريخ الرياضة السعودية منذ البداية لوجدنا أن الأمير عبد الله الفيصل أحد رموز الوطن في الرياضة هو أحد رموز الشعر السعودي، وكذلك الرئيس العام السابق لرعاية الشباب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة هو رمز من رموز الشعر السعودي، إضافة إلى ارتباط أشهر الأغاني الوطنية الرياضية برموز الشعر السعودي مثل أغنية الفنان طلال مداح - رحمه الله - من كلمات الأمير الشاعر الكبير بدر بن عبد المحسن (يا ناس الأخضر لا لعب.. بركان يتفجر غضب.. من وقف بوجهه خذاه.. غلطان يا معاند بحر).
لكن المؤسف في الآونة الأخيرة وتحديداً في (تويتر) توجه بعض الشعراء لربط اسمه ببعض الأندية الرياضية السعودية للاستفادة من جماهيريتها حتى لو كان لا يفقه في الرياضة، وكما يقول المثل (من تحدّث بغير فنه أتى بالعجائب)، فالرياضة لها المتخصصون والمحللون الرياضيون الذين ينطلقون من خبرة وتخصص ومعرفة دقيقة في أعماق ما يتحدثون عنه، وهذا لا يعني أن بعض الشعراء ليس لديهم المقدرة وإن كانوا استثناء مثل الشاعر والمحلل الرياضي الدقيق توفيق الخليفة، وشاعر الهلال راشد بن جعيثن الذي بخبرته ونضجه يحترم مشاعر كل جمهور الأندية ويبدي في صفحته آراء موضوعية بحتة في الشأن الهلالي ومستوى أداء فريقه ومرئياته وتوصياته موثقها بقياس الماضي والحاضر للنادي، مستشرفاً ما يتوخاه ويتأمله في المستقبل كذلك يشرح بنقد تحليلي ما يدور ودار في أرض الملعب، أيضاً الشاعر النصراوي فهد عافت متمكن من آرائه في خضم - فنية أداء اللاعبين - ووجهات نظره دقيقة (من منظور رياضي بحت) ويحترم مشاعر جمهور الأندية الأخرى، ولم يسبق أن وثقت أي قصيدة له لا تليق بوعيه الرياضي الراقي، كذلك الشاعر الأهلاوي مساعد الرشيدي يقف حبه لناديه المفضل شامخاً في الرياضة المشرفة كمستوى شعره الشامخ في الحراك الثقافي والأدبي، ولم يسبق أن تبنى موقفا عدائيا مستفزا يسيء لجمهور أي ناد، لهذا كسب شعبية الجميع ومحبتهم في الشعر والرياضة، ولكن (ما يؤلم الراصد المنصف) في الآونة الأخيرة ما بات - يطفو على سطح تويتر - من آراء بعض من يحاولون ربط اسمهم بتشجيع بعض الأندية وهو لا يفقه - البتة - في الرياضة. وليت الأمر توقَّف عند هذا المأخذ على صاحبه بل تمادى إلى تبني - مبدأ الإساءة للأندية الأخرى بشكل قد يصل لشخصنة لا تليق - وهو بهذا يسيء للشعر والرياضة لأن كلا منهما تتطلبان أخلاقا وفروسية راقية في التعاطي مع الآخر، أما بعض الشعراء وبأسلوب شعرهم المعروف فقد مرروا الإساءات لبعض الأندية وجماهيرها ولاعبيها باسم - متشاعرات - رضين أن تكون هذه الإساءات للآخرين بأسمائهن إما لسذاجة (حب الشهرة على عواهنها) أو لجهلهن بالتبعات النظامية والقانونية المترتبة على هذه الإساءات النثرية والهجائيات الشعرية بحق المتضرر إذا ما تقدم بشكوى في هذا الشأن.
حسين بن صالح القحطاني