عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت بالعدد 14697على حديث معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين حول عدة موضوعات وذلك بمناسبة تسليم 1000 سيارة للمعوقين ومما تحدث عنه معاليه أن عدد ذوي الظروف الخاصَّة يبلغ 8 آلاف شخص 80 في المئة منهم محتضنون لدى أسر حاضنة كريمة تبتغي الأجر من الله، وذكر معاليه أن لدى الوزارة في الدور 20 في المئة، والوزارة تشجَّع على الاحتضان وتدعو الأسر السعوديَّة إلى أن يتقدَّموا للوزارة والدَّوْلة.. تقدم 3 آلاف ريال شهريًّا عن كل طفل ترعاه الأسرة طيلة الحياة، وفي حالة الزَّوَاج تقدم الوزارة لِكُلِّ من البنت والولد 60 ألف ريال للمهر والأسرة لها 20 ألف ريال والدَّوْلة داعمة لهذا البرنامج ونحن نشجعه. الحقيقة أن حديث معاليه للجزيرة فيه شفافية وصراحة يشكر عليها معاليه غير أن هذه الفقرة منه قد شدتني كثيراً لأن ذوي الظروف الخاصة هم في الواقع أشد حرجاً من الأيتام ممن يعرف آباءهم وأمهاتهم وشعور المجتمع السعودي بمعاناة هذه الفئة جعلته يحتضن النسبة الأكبر منهم في كنف أسرة بديلة فيشاركونها الغذاء واللباس والرعاية والعناية, ومما يثلج الصدر أن الدولة لا تكتفي فقط برعاية تلك الأسر لأولئك بل تقدم لهم المصروف الشهري البالغ ثلاثة آلاف ريال شهرياً كما أنها تمنح الشاب منهم والشابة ستون ألف ريال عند الزواج ولم تنس الدولة أيضاً الأسرة التي احتضنتهم حيث تقدم لها عشرون ألف ريال.
حديثي هنا ذو شقين الأول هو الحديث عن تلك الأسر التي تحتضن هذه الفئة كأسر بديلة فأهنيها على ما تناله بإذن الله من الأجر والمثوبة من الله لرعايتها هذه الفئة كما أذكرها بإخلاص النية في عملها الجليل حتى يتحقق لها الأجر الوفير من الله, كما أن عليها أن تكرم من كفلته من هذه الفئة وتربيه تربية حسنة وعليها أن تتقي الله فيه فلا تجرح مشاعره ولا تسمح لأحد بذلك وأن تذود عنه وأن تلتزم بالضوابط الشرعية فلا تنسبه إليها وكذلك فيما يخص العلاقة بين الجنسين الذكر والأنثى وخصوصاً فيما يخص الدخول على النساء - أو العكس لا بد من ضبط ذلك بالإرضاع ما دام في الحولين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب).
أما الشق الآخر فهو ما تقدمه الدولة لهذه الفئة وهو لا شك عطاء كبير غير أنني أتمنى المزيد فالدولة في مزيد من النصر والتوفيق وسعة الرزق - بإذن الله تعالى - برعايتها لهذه الفئة التي هي أضعف الضعفاء فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ابغوني الضعيف، فإنكم إنما تُرزقون وتنصرون بضعفائكم» فهذه الفئة لا تجد من يسندها في معترك الحياة من خلال سن الأنظمة والتعليمات والتوجيهات إلا الدولة -أيدها الله- فكم أتمنى أن تجعل الدولة لهذه الفئة الأفضلية في الالتحاق بالجامعات والوظائف الرجالية والنسوية, كما أتمنى أن تعتني بشؤونهم حتى بعد دخولهم الحياة الزوجية ومعترك الحياة من خلال التواصل معهم وسماع معاناتهم والعمل لحل كافة العوائق أمامهم.
- أحمد بن محمد الجردان