تابعت ما نشرته (الجزيرة) عن جائزة التميّز وقبلها تلقيت دعوة كريمة من الجهة المنظّمة لحفل جائزة وزارة التربية والتعليم للتميّز (تميز) ولبيت الدعوة دون تردد؛ فمثل هذه المناسبة التي طال انتظارها فرصة ثمينة ولا تفوّت، وكنت أنتظر الموعد بفارغ الصبر لعلي أعود إلى الوراء قليلاً وأتذكر الأيام الجميلة والأعمال الجليلة لوزارة (الصناعة البشرية!).
حضرت ليلة الحفل مبكراً إلى مقر الاحتفال (مركز الملك فهد الثقافي) الذي يعتبر بحق تحفة معمارية ومعلماً ثقافياً بارزاً في العاصمة الحبيبة.
وبصراحة كانت المناسبة مبهرة جداً وتدعو للفرح والأمل الجميل، ففكرة الجائزة جد رائعة ومن شأنها أن تختصر المسافات وتقلل الجهود للنهوض بالتربية والتعليم والوصول إلى الأهداف المحددة.
بصراحة عشت لحظات جميلة وسعيدة، وأسعدني أكثر حضور القطاع الخاص ممثلاً في (الناغي) الذي قدَّم جوائز قيّمة للفائزين كانت عبارة عن سيارات ثمينة (12 سيارة).
وهذه خطوة من شأنها دعم وتحفيز الميدان التربوي تحسب لسمو الوزير الذي نجح في استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين لدعم مسيرة الوزارة نحو تحقق أهدافها البعيدة والقريبة.
وكانت سعادتي أكبر عندما غصّ سمو الوزير وهو يلقي كلمته بهذه المناسبة.. فقد لفت انتباه الحضور غصة وعبرة خنقت سموه عندما تحدث بألم شديد عن معاناة اللغة العربية في يومها العالمي. وذكر أنه قرأ مؤخراً أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم قد عانت وانحسرت عن مكانتها العظيمة في حوالي سبعين بلداً! وأعجبني في هذه الأمسية تكريم سموه لمؤلف كتابي الإدارة والتربوية للصفوف الأولية، وإدارة الصف الأول الابتدائي د. عبدالله بن عبدالعزيز الدعلان.
بيد أن ما كدّر علي صفو تلك الليلة ونغّص سعادتي بها ما شاهدته ولمسته عند مقابلتي للإخوة الأجلاء مديري التربية والتعليم فقد جمعني بهم لقاء بعد انتهاء الحفل البهيج في منزل أحدهم تربطني به صداقة قديمة. ولقد سمعت منهم ما آلمني وضيّق صدري وجعلني أضع يدي على قلبي متوجساً خيفة على مستقبل الأبناء والبنات. فمديرو التعليم يعيشون أقسى حالات الإحباط وأعنفها والتعامل معهم يتم بطريقة لا تليق بمن أوكلت إليهم تربية الأجيال وصناعة الرجال وصياغة المجتمع المعاصر.
ومنتدى أمانة الوزارة دون الأمل وبعيد عن المتوقع!
سمعتهم يتنادون للقاء بسموكم يبوحون فيه لكم بمكنونهم وما يجول في خواطرهم ويفضفضون بما لديهم ثقة في شخصكم الكريم وإيماناً منهم بأن الفارس الشجاع هو من يحترم الفرسان ويقدرهم وينزلهم منازلهم.
سمو الوزير: إن حديثهم مؤرّق وحوارهم مؤلم وهم بحاجة ضرورية وعاجلة لمن يصغي إليهم ويستمع لما لديهم.
وكلهم أجمع على ألا أفضل من لقاء بسموكم لما عرفوه عنكم من احترام للذات الإنسانية وتقدير الآخرين والشفافية والوضوح في المناقشة. الأمل يحدوهم بلقاء قريب، فهل يتحقق لهم ما يريدون؟
لا أستبعد ذلك لما أعرف - سماعاً- عن سمو الوزير من ترحيب بالحوار والنقاش البناء والهادف.
وفّق الله الجميع لما فيه الخير..
زيد بن عبدالله بن وطبان - الرياض - حي الياسمين