نعلم أن البشر تجاورهم الورود أو نوافير المياه وغيرها من مظاهر البهجة وبواعث الجمال، أما «زرع» الخوف والقلق ممثلين في وجود محلات بيع أسطوانات الغاز وسط الأحياء السكنية، فهذا أمر خارج «مقرر» المعقول داخل محيط الإنسانية.

دقت حادثة شاحنة الغاز بالرياض أخيرا، ناقوس الخطر الذي «خرم» طبلة الأذن وأحدث ثقوبا عريضة في جدار القلوب الرحيمة؛ ذلك أن الفاجعة أحدثت دماراً مرعباً وخلّفت 24 قتيلاً و131 جريحاً، وأحدث الانفجار الناجم عن احتراق غاز تسرب من صهريج الناقلة المنكوبة دوياً هائلاً.

بعد حادثة انفجار شاحنة الغاز بالرياض ظهرت - وربما متأخرا- مطالبات بإعادة النظر في وجود محلات الغاز في الأحياء السكنية، وشكلت الحادثة هاجساً بطعم الرعب لدى السكان وتخوفاً من تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة.

وبعد تلك المقدمة وبلغة المسائل الرياضية يبقى البحث عن المطلوب، والذي هو في هذه الحالة تدخل سريع من قطاع الدفاع المدني واتخاذ التدابير اللازمة وتطبيق الإجراءات السليمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة في المملكة..

أعاد حادث الانفجار وتداعياته إلى الأذهان مجدداً أهمية إعادة النظر في تواجد محلات بيع أسطوانات الغاز وسط الأحياء السكنية، وكيفية التعامل معها باتخاذ المزيد من إجراءات السلامة، ونقلها خارج الأحياء لمنع وقوع مثل هذه الحوادث القاتلة وكذلك أهمية تكثيف الرقابة الميدانية لمحلات الغاز وحركة سير شاحنات الغاز داخل الطرق لتجنب الوقوع في أي حوادث لا قدّر الله.

بات وجود المحلات بجوار المنازل يشكل خطرا على المواطنين والمقيمين خاصة وأن هناك العديد من المحلات لا تبعد عن البيوت سوى أمتار قليلة، وأن معظم المحلات لا تهتم باشتراطات السلامة، نظرا لغياب الرقابة الميدانية من قبل قطاع الدفاع المدني.

ولا يغيب عن الأذهان أن تزايد محلات بيع الغاز وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان يشكل تهديدا لصحة السكان والأرواح والممتلكات، ويمثل خطراً صحياً كبيراً يهدد الأطفال والمصابين بأمراض الربو جراء استنشاق الغاز المتواجد وسط الأحياء. وتبقى الدعوة مفتوحة لقطاع الدفاع المدني إلى متابعة هذا الملف الشائك، والتأكد من تطبيق إجراءات السلامة عند منح تصاريح لفتح محلات جديدة لبيع الغاز والوقوف على اشتراطات السلامة واتقاء شر تواجد محلات الغاز وسط الأحياء السكنية التي تجسد قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت.