في مساء يوم الاثنين الموافق 24-1-1434هـ أقام النادي الأدبي بالمشاركة مع الجمعية السعودية للدراسات الأثرية تكريم أحد رواد الأدب وتحقيق الشعر القديم والإسلامي في شبه الجزيرة العربية الأستاذ الدكتور عبد العزيز الفيصل ولقد ضم الحفل نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمؤرخين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان وتأتي هذه الاحتفالية وهي لفتة كريمة من النادي الأدبي وجمعية الدراسات الأثرية ويجتهد النادي الأدبي بالرياض في تنفيذ المناشط الثقافية في مختلف المجالات ومسارات العمل الثقافي ويجيء على رأسها الأنشطة المنبرية إضافة إلى مسار النشر والاهتمام بالشراكات النوعية مع المؤسسات التاريخية والثقافية، ولاشك أن هذا التكريم هو وفاء لرجل انقطع للعلم ورحلة البحث عن الأماكن الواردة في الشعر القديم حيث اهتم بتتبع الأماكن والبلدان بين الآثار والتاريخ والأدب في كتبه وأبحاثه فهو كما يقول زميله الأستاذ الدكتور محمد الربيع نموذج إنساني فريد قليل الكلام منقطع للعمل والقراءة والتأليف، كما ألقى الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي الباحث والمؤرخ كلمة من خلال ورقة أعدها كانت بعنوان (يوم في عودة سدير) وهي مسقط رأس المحتفى به تحدث فيها عن الآثار الشاخصة المحيطة بالبلدة التراثية ومكوناتها المعمارية وما يحيط بها من روابي من جميع الجهات كما أشار إلى ميول الدكتور الفيصل إلى الآثار والتاريخ بأعماله التي تناول فيها بلدته عودة سدير، حيث ناقش مدلولاتها الزمنية وتحدث عن قصر غيلان وهو كما يقول أعجوبة من عجائب الدهر تروي حوله وحول صاحبه المنسوب إليه وهو غيلان بن عقبة العدوي بعض الأساطير والقصص التي تتداولها الأجيال ومنها ما اشتهر عن غيلان نفسه من كثرة أسفاره حتى قيل أنه يبحث عن نهاية الأرض واكتشاف أطرافها وعنه يضرب المثل المشهور في سدير (مات غيلان ولم يلحق لها طرف) كما تحدث الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي عن حصن غيلان بين الحقيقة والخيال حيث امتنع الحاضرون بالحديث عن المحتفى به وابنه الأستاذ محمد وعن عودة سدير وأورد بعض القصص التاريخية الأولى قصة دباس ذلك الشاب الذي تغرب عن وطنه وبعث إليه والده قصيدة مشهورة بين العامة بقصيدة أبو دباس يستحثه على العودة إلى بلدته بسبب ظروف والده أما القصة الأخرى فترتبط بحصن غيلان ثم تحدث عن ظاهرة الأسوار لتاريخ الاستيطان. كما تحدث عدد من الباحثين والمؤرخينن الأماكن والبلدان بين الآثار والتاريخ والأدب في كتب الدكتور عبد العزيز الفيصل. فتحية للنادي الأدبي والجمعية السعودية للدراسات الأثرية على اهتمامها بالشخصيات العلمية في بلادنا وعلمائنا ومؤرخينا الذين نفخر بهم لما قدموا لأمتهم من علم وفكر وأدب لقد كانت ليلة علمية مفعمة بالود والوفاء في جو علمي هادف بل هو دعم للمعرفة والثقافة والأدب فالشكر لجميع الفاعلين ممن أثروا هذه الليلة الثقافية بالحضور والمشاركة والتفاعل في هذا الحقل الرفيع وتكريم المتميزين في الدراسات المتعلقة بتاريخ الجزيرة العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة.
وفق الله الجميع..
- عضو جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون