سعادة لا تستطيع كل معاجم اللغة أن تترجمها... لحظات فرح لا يمكن أن تجسدها كل المشاعر، نعم.. بقدر ألمنا كأبناء لك يا خادم الحرمين وخوفنا عليك منذ دخولكم لإجراء العملية الجراحية.. إلا أن طلتك البهية بددت كل مشاعر الخوف والقلق عليك.. لحظات انتظار دقيقتها يوم، ويومها سنة... طمس ذكرياتها اشراقتك وبسمتك الأبوية الحانية وأنت تستقبل إخوانك وأبناءك الذين تشرفوا بلقائك، ولا ضير فهم جزء من مجتمعك الذي ننتمي له، سعدنا بك بقدر سعادتهم وأكثر.. كيف لا والقلوب تنبض بحبك والحناجر تهتف باسمك، والأكف ترتفع متضرعة للمولى بالدعاء لك أبا متعب...
عندما رغبتم حفظكم الله ورعاكم بعدم مناداتكم بملك القلوب قلنا سمعاً وطاعة.. ولكن كيف السبيل لتحقيق رغبتكم السامية.. سأكون صادقاً وأقول من الصعب بمكان أن نحقق ذلك واقعياً، فمن غمرنا بحبه وعطفه ومشاعره الأبوية قولاً وعملاً لا يمكن بأي حال إلا أن نبادله ولو بجزء يسير من مشاعره.. مهما حاولنا فما تكنه الأفئدة تفضحه المشاعر الجياشة.. محبة شعبك لا تجسدها كلمات أو قصائد، ولعل دعوات أبنائك وبناتك لك في ظهر الغيب هي الترجمة الحقيقية لما تحتويه القلوب من محبة ووفاء لك..
لن ننسى دمعتكم الغالية على شاشة التلفاز بعد استماعكم لقصيدة ألقيت بين يديكم من إحدى بنات الشهداء، وقد جاهدتم لإخفائها.. ولكن المشاعر الصادقة لا يمكن مداراتها أو إخفائها أو تجاهلها، وبالتالي من الصعوبة نسيانها.. من هنا فإننا نرجوك بأن لا تطالبنا بما لا نستطيع تحقيقه.. أحببتنا فأحببناك.. غمرتنا بعطفك، فلا بد أن نبادلك تلك المشاعر، من هنا ألا يحق لنا أن نعلنها صريحة بأنك ملكت القلوب والأحاسيس، أنت من قال ((دام أنكم بخير فأنا بخير)) مقولة بكلمات بسيطة بلا تكلف ولكنها خرجت بتعابير صادقة نابعة من قلب صادق، أتت حاملة أجمل وأكبر معاني الحب، فلا بد أن نبادلك وفاء بوفاء وحبا بحب...
سنعيد مقولتك الشهيرة بصيغة أخرى ((ما دامك بخير... حنا بخير))
نحن مغبوطون بك كأب وقائد وملك.. غرد المغردون ونعق الناعقون ولكن هيهات هيهات فما بين الشعب وقيادته لم ولن تؤثر فيه مثل تلك الأساليب الرخيصة.. قافلتنا تسير وهم ينعقون، بل وصلوا لحد الزعيق من الألم والحسرة، فهم فقراء تائهون برأيهم، ونحن أغنياء بحبنا وتلاحمنا وتماسكنا وفكرنا... وهنا السر..
دمت لنا يا خادم الحرمين، ودام حب شعبك لك.. دمتم لنا وللوطن..
- مدير إدارة الاتصالات الإدارية/ مجلس الشورى