لعله السؤال الأصعب إجابة لدى نسبة من السعوديين؟!
قد يكون سؤالاً (صادماً) اجتماعياً، يدخل في قضية جدلية ويعتبر تعدياً على (الخصوصية)، وقد يدفع من يطرحه ثمن (لقافته)، نحن لم نتعوّد على التعبير عن مشاعرنا بصراحة تجاه مثل هذه القضايا، ونعتقد أن مجرد (البوح) بهذه المشاعر وإبدائها من (خوارق الرجولة)!
المشكلة أن تمتد مثل هذه التحفظات حتى بين الأزواج أنفسهم وداخل (حياتهم الزوجية)، فلا تعرف الزوجة (حقيقة مشاعر) زوجها تجاهها بشكل صريح وملفوظ، وهنا تكمن مشكلة كبرى لها أسبابها، أذكر أنني بحثت مرة في مسألة (مسك الرجل ليد زوجته أثناء التسوّق) وكانت الإجابات متنوِّعة بين القبول أصلاً (بطرح السؤال) أو رفضه بشدة، وكأني سألت عن (جرم) رغم أن هناك دراسات محلية وعالمية سبقتني في البحث فيه؟!
يوم (أمس الأول) نُشر ضمن ملتقى جمعيات الزواج والأسرة في المملكة نتائج دراسة ميدانية جديرة بالبحث والطرق والتطوير لأنها تكشف (حقائق مثيرة) حول مهارات التواصل بين الأزواج السعوديين وهو أمر يساعد كثيراً في الحد من (الطلاق) الذي يحدث دون سبب واضح ولكنه نتيجة (جوع عاطفي) لإحجام الزوج عن إظهار مشاعره، وخجل الزوجة من طلبها!
الدراسة تقول إن 12% من الأزواج يعترضون على مجرد (التعبير) عن مشاعرهم تجاه زوجاتهم لأن ذلك يضعف شخصية الرجل ويكسر مهابته ولا يكون له سلطة ويجب ألا تعرف الزوجة عن مشاعر زوجها شيئاً؟!
قواعد ما قبل (الربيع العربي) لدى الأزواج على طريقة: خليك حمش و اذبح فرخة أو أرنب (ليلة الدخلة) لم تعد صالحة للحياة الأسرية الكريمة اليوم؟!
الأمور تغيَّرت كثيراً؛ فالإصغاء أصبح مطلباً ملحاً، والتعبير عن المشاعر بات ضمانة لاستمرار المؤسسة الزوجية!
فقط اختبر نفسك وحاول أن تهمس بإجابة سؤال (العنوان أعلاه) في أذن المدام؟!
هنا ستكتشف أنك بالفعل (زوج شجاع) لأنه من ضمن ردة الفعل المتوقّعة أن يتم تسجيلك خطر (اشتباه) تحت بند: هو قال كذا ليه؟! ممكن ناوي يتزوج ثانية؟!
نسبة من (الزوجات) أيضاً يتحملن المسؤولية: فهل تحبين زوجك؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com