بالأمس وفي أحد اللقاءات المحفوفة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي عهدنا الأمين انتبه إلى أحد الضيوف كان يوثق بجواله حديث سموه، فقال سموه بروحه الأبوية و(قفشاته) المحببة، أنت تصور؟ وقبل أن يصاب الضيف بالارتباك ابتسم سموه وفهم الجميع أنها إحدى ملاحظات سلمان لأولاده لذلك لم يقل لأحد رجال الأمن اقبضوا عليه أو حققوا معه.
بالطبع هذه روح سلمان الشفافة التي يعرفها الوطن عنه وبالطبع ذكرتني هذه الحادثة البسيطة (بحادثه ليست بسيطة) فارسها وزير (ما) في دولة ديمقراطيه (ما) إذ كان هذا الوزير يستمع إلى شرح كبار ضباطه عن سلاح فعال اشترته تلك الدولة وبالطبع لم تكن الفعالية مغلقة ولا محفوفة لأن العلاقات العامة التابعة لذلك الوزير دعت حشدا من الصحفيين لتغطية الحدث الهام ولكن الوزير إياه ترك الحدث الهام وقال للضابط الشارح قف. ثم نهض الوزير (بجلاله) وأشار بأصبعه إلى أحد الصحفيين الشباب قائلا: يا أنت أغلق (زر) ياقتك فما كان من الصحفي إلا أن سقط مغشيا عليه لهول الصدمة المباغتة.وهنا وقف صحفي كبير ومحبوب لدى الجميع قائلا يا سعادة الوزير هذا أحد أولادك الشباب المتدربين في الصحافة وهو من أفضلهم لذلك لا تلومه لو فتح كل أزرار قميصه لأنه كل النهار يلهث في هذا الفصل القائظ ليخدم وطنه وهنا حدق الوزير بالصحفي الكبير قائلا له وأنت كذا أغلق فمك وأخرس، فخرس الصحفي الكبير وخرج بعد ذلك كل الصحفيين من الندوة احتجاجا على جلافة الوزير وفي اليوم التالي لم تكتب الصحف كلها عن الوزير وسلاحه الجديد: ولو كلمة واحدة.