|
نيويورك - عبدالمحسن المطيري:
هل كان فيلم (The Hobbit) بداية إفلاس المخرج الذي يجده الكثير عبقرياً بيتر جاكسون؟ ما الجديد والمميز في هذا الفيلم؟
لا يقدم المخرج المخضرم بيتر جاكسون في فيلمه الحديث (The Hobbit: An Unexpected)، سوى محاولة مثيرة للشفقة لاستعادة أمجاده السابقة في السلسلة الجماهيرية سيد الخواتم والتي أنتج منها ثلاث أجزاء قبل سبع سنوات.
في هذا الفيلم لا يوجد ما يجعل الجمهور ينبهر بالقصة نظراً للتقاطعات العديدة مع السلسلة السابقة والتشابه الكثير بين الأسلوب الفني والتنفيذ الشكلي للقصة، وفي هذا السياق يضع المخرج بيتر جاكسون نفسه في خانة مخرجين أمثال جورج لوكاس ومايكل باي والذي وقعوا في دائرة ضيقة واحدة لا يستطيعون الخروج منها بسهولة.
يبدأ فيلم (The Hobbit) المقتبس عن سلسلة روايات الأطفال للمؤلف البريطاني جون رونالد، بمناظر رائعة كعادتنا مع أفلام بيتر جاكسون لمناطق الريف في نيوزلندا، هناك الشاب القزم بيلبو باجينز يعيش وحيداً في منزله المتواضع في زمن من المفترض أن يكون قبل أحداث سيد الخواتم، ينضم بيلبو باجينز لمجموعة من المحاربين والباحثين عن مجدهم الضائع بقيادة الساحر جاندالف، والذي يؤكد للمجموعة المتكونة من ثلاثة عشر محارباً على ضرورة إيجاد السحر المفقود، من أجل استعادة المُلك الذي أصبح في متناول الشر،
تبدأ المجموعة برحلتها البرية الطويلة والتي تواجه فيه عدداً من التحديات في مقدمتها مواجهة مخلوقات ضخمة وشرسة في ساحة القتال، وربما لا ترحم عندما تقع هذه المجموعة في متناولهم، ربما يكون هذا الفيلم مناسباً للجمهور الذي يبحث عن متعة بصرية في عرض سينمائي ثلاثي الأبعاد، ولكن من يعرف بيتر جاكسون جيداً سوف يُحبط كثيراً بعد مشاهدته للجزء الأول من سلسلة (The Hobbit)، لأنها ليست إلاّ نسخة مشوّهة من سلسلة سيد الخواتم والذي قيّم الجمهور الجزء الأول منها بتقييم أعلى بكثير من فيلمنا هذا.
يبدو من الصعب أن ينافس هذا الفيلم في جوائز العام الرئيسية في الفئات الهامة مثل أفضل فيلم وأفضل مخرج، ويبدو أن الفيلم سينافس فقط في فئات تقنية تقليدية مثل المؤثرات والصوت وغيرها.
لم يجد النقاد أي سبب يذكر لوضع هذا الفيلم في قائمة أفضل عشرة أفلام لعام 2012، واتفق معهم كثيراً، لو أراد بيتر جاكسون المنافسة فعليه أن يبتعد من عالمه الخيالي، ويصنع شيئاً متجدداً فريداً يفاجئ به محبيه وعشاقه، كما يفعل ستيفن سبيلبرج وجيمس كامرون، أو حتى الجيل الجديد مثل كريستوفر نولان وديفيد فينشر.