هذه قصة وثيقة يرويها لنا الجد عبدالعزيز بن عبدالمحسن أبابطين -رحمه الله- وعمرها 106 (مائة وست سنوات) عن زيارة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود لمدينة روضة سدير.
يقول رحمه الله: في صيف عام 1327هـ قدم الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى روضة سدير ربما كان في طريقه إلى الصقيم، ونزل الجيش في أطراف المدينة.. أما الإمام ومعه بعض رجاله فقد تشرفت روضة سدير بضيافتهم وكان من نصيب والدي عبدالمحسن أن وافق الإمام على تناول طعام العشاء في منزلنا.. وعندما دخل الإمام ورجاله إلى القهوة (المجلس) وكانت هذه القهوة تنسب لجدنا محمد بن عبدالمحسن وتعتبر من أكبر المجالس في المدينة، حيث إنها منشأة على ثمانية أعمدة، وبعد أن قدمت القهوة و(القدوع) التمر وتناول طعام العشاء أخذ الإمام يتحدث عن فتح الرياض، خصوصاً أن هذه القصة قريبة من تاريخ فتح الرياض سنة 1319هـ.
وكان رحمه الله في حديثه حريصاً على جمع شمل هذه الجزيرة والقضاء على الفتن وبسط العدل، وأثناء حديثه سألني ومعي أخي عبدالله قائلاً: (تعرفون عرضة الحرب) قلنا له نعم يا طويل العمر، وقمت أنا وأخي عبدالله وأعمارنا لم تتجاوز العاشرة بأداء العرضة فأعجب رحمه الله بذلك، وقال لنا (بعدي، بعدي) وهي كلمة تدل على الإعجاب بهذا العمل.
وهذه الوثيقة المنشورة وغيرها من الوثائق التي احتفظ بها سواء عن الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل أو عن أئمة آل سعود مثل الإمام تركي بن عبدالله والإمام فيصل بن تركي والإمام عبدالله بن فيصل والإمام سعود بن فيصل والإمام خالد بن سعود.
كل هذه الوثائق توضح مدى الارتباط والوفاء بين أئمة آل سعود وبين أبناء هذا الوطن حتى أصبحت أسرة واحدة يجمعها الولاء والمحبة والوفاء. أما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل فهو يحكي تاريخ هذه الأمة التي استطاع مع رجالها توحيد أطراف هذه الجزيرة حتى أصبحت جسداً واحداً يجمعها الاتحاد والولاء والوفاء والحفاظ على هذه المعطيات التي جعلت بفضل الله ثم بهذه الدولة المحكمة لشرع الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- من خير أمم هذا الزمان. رحم الله الملك عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قام به من أعمال في ميزان حسناته. والله الموفق،،