لم يخيب لاعبو فريق الاتحاد والأهلي لكرة القدم ظن وثقة جماهيرهما بل جماهير الوطن الرياضية فيهم قبل لقاء الديربي الآسيوي الكبير، الذي جرى مساء الأثنين الماضي وكما كان مأملا ومنتظرا(من عقلاءهما) جاءت المباراة بعيدة عن التداعيات التى سبقتها والمخاوف التي أبداها مسؤلون مباشرون، ولم يكن لها علاقة بالإثارة الممزوجة التى سبقتها ولا القضايا المفتعلة أو العارضة التى سببتها، فعلى المستطيل الأخضر كانت (مباراة كرة قدم) بين فريقين كبيرين ومتنافسين حقيقيين وخصمين يحترمان بعضهما جدا، صحيح ان المباراة خلت من الأفعال الكروية المنتظرة ولم يكن أداؤها الجميل مرتفعا وكانت قليلة الدسم وفقيرة فنيا، لكنها لم تخل من إثارة كرة القدم الممتعة، وكانت مرشحة لأن تكون مليئة بالأهداف التي ضاعت والمفاجأت التى لاحت خلال دقائقها، وأكثر مالفت الأنظار في المباراة بالتاكيد الروح الرياضية التى سادت أجواؤها بين اللاعبين، وكنت أميل إلى ذلك وأرجحه وأنتظره وتوقعته في حديث إذاعي ظهر يوم اللقاء ،حيث أشرت إلى أنني (أراهن) على عقلية لاعبي الفريقين واكتمال نضجهم وأنهم سيتفرغون للعب ويقدمون مباراة لا علاقة لها بما افتعل قبلها ولا ما أثير عن خشونة أو انبراش أو عنف أو أي خروج غير مألوف من اللاعبين, إنما ستكون مباراة (المستطيل الأخضر) الفائز فيها سيظهر متواضعا بكل روح رياضية والخاسر سيكون مبتسما ينتظر الشوط الثاني من اللقاء، وهو الشوط الذي اتوقع من الآن أن يكون شوطا تعويضيا من لاعبي الفريقين، لأنه شوط الحسم والتأهل.
انتهاء الشوط الأول بفارق بسيط وقريب وفوز فريق الأرض والجمهور بهدف يتيم يؤكد أن لخصوصية مبارياتهما وتنافسهما بقية باقية وأن لقاء الإياب سيكون شوط القوة والمتعة والإثارة وـ حسب المصطلح الشعبي ـ شوط (الكُدَادَةُ)، بمعني شوط الالتصاق في ذاكرة جماهيرهما والرياضيين عموما بل وفي سجلات الكرة السعودية.
كلام مشفر
حتى لاتكون هناك تفسيرات وبعيدا عن الاجتهادات فإن كلمة (الكُدَادَةُ) كلمة عربية فصحي تعني مايلتزق بأسفل القدر بعد الغرف منها، واتوقع ان تكون مباراة الفريقين القادمة كدادة لقاءاتهما القوية وتلتزق بذاكرة وسجلات مواجهاتهما التاريخية.
خلال المباراة ظهر تأثر لاعبي الأهلي وعدم أدائهم بالصورة المطلوبة والمعروفة عنهم, هذا يعود إلى تاثر من نظام الذهاب والإياب واللعب تحت ضغطه وهو مبرر من طلب وطالب الاتحاديين التمسك بالنظام ونسبة المدرجات الآسيوية.
وبإمكان الأهلي أن يعود إلى المباراة أيضا من واقع الاستفادة من النظام وتأثير لقاء الأرض والجمهور، خاصة إذا ساعده لاعبو الاتحاد بشعور الإحساس بذلك وسيكون العكس إذا تملكهم شعور أن اللعب مباراتين هو (ذهاب) من غير إياب.
رسالة بليغة قدمتها جماهيرالفريقين في المدرجات وخارج الاستاد الرياضي لبعض المسؤلين الرياضيين، حيث جاء التنظيم والنظام والالتزام في أعلى وأحسن صورة وروح رياضية وكان مسكتا وملجما لبعض المسؤلين ونقاد الغفلة وهواة الاصطياد وأقلام التأجيج وصناع الاحتقان وزارعوا التعصب والكرهُ في المدرجات.
والمعنى هنا المسؤولين الذين سعوا إلى تقسيم المدرجات بين الفريقين وكسر النظام الآسيوي بطريقة مباشرة كما فعل أحمد روزي مدير مكتب رعاية الشباب بجدة الذي حاول أن يوهم الرأي العام والمسؤلين أن (مصيبة) تنتظر المباراة إذا لم تقسم ولم يكن الأمر سوى (مزاجية) ومحاولة للهروب من المسؤلية
والرد أيضا يشمل المهندس سلمان بن نمشان الذي جاء من الرياض إلى جدة خصيصا ليقدم (فتوى) في التقسيم وهو الذي كان أول من أدخل (شر) ومساوئ التقسيم إلى ملاعبنا وحاول استغلال المباراة ليبرر لفعلته الشنعاء التي فشلت من خلال ما صوره في محاضرة له أن (كارثة) تنتظر البلاد إذا لم يتم التقسيم.
وكم كانت رجاحة العقل والتقدير والإدراك حاضرة وكبيرة عند المسؤلين فلم يلتفتوا ولم يعيروا محاولات الضغط وفرض التقسيم التي باءت بالفشل خاصة بعد تمسك الاتحاديين بحقهم وأقيمت المباراة بالنظام والتفكير الرياضي السليم.
انتهاء المباراة بهدف واحد فقط لم يكن النتيجة الحقيقية قياسا بالفرص التي سنحت خلال دقائقها للفريقين، خاصة الجانب الاتحادي الذي كانت له فرص حقيقية وانفرادات لا تهدر لولا رعونة التهديف.
نجاح الحكم القطري الدولي عبدالله البلوشي في إدارة المباراة وقيادتها إلى بر الأمان وقبول الطرفين لقراراته واحترام اللاعبين لها بنفس ما يحصل مع الحكام غير السعوديين يشجع على تجربة الحكم الخليجي في المواجهات المحليه ومباريات الكلاسيكو والديربيات بشرط أن يكون الانتقاء دقيقا وللأسماء الكبيرة والبارزة على غرار البلوشي.