|
منى - أحمد القرني:
أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الهدف من الخطة الرئيسية لكل الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن يتمثَّل بدءاً من يوم أمس وحتى ظهر اليوم الثامن من ذي الحجة في نقل أكثر من مليوني حاج تقريباً بعد اكتمال توافدهم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبخاصة حجاج التروية الذين يبيتون في منى حتى اليوم التاسع.
مشيراً خلال المؤتمر الصحفي الأول لأعمال الحج لهذا العام 1433 هـ الذي عُقد أمس بمقر الأمن العام بمنى إلى أن التقديرات تشير إلى أن هناك ما يقرب من 85 % من الحجاج يتجهون إلى منى والبقية يتجهون إلى عرفات ويبدأ توجههم اعتباراً من اليوم الثامن من ذي الحجة، وأضاف اللواء التركي أن وسائل نقل الحجاج مختلفة ومتنوعة فهناك 24.4% من الحجاج سيتم نقلهم بواسطة قطار المشاعر في أيام التروية والتصعيد، في حين سيتم نقل 34.6 % من الحجاج بواسطة النقل الترددي عبر ثلاث مراحل، فيما يتم نقل باقي الحجاج ونسبتهم 41 % عبر النقل التقليدي سواء عبر الرد الواحد أو الردين في مرحلة النقل إلى المشاعر أو التصعيد أو النفرة، وبيَّن اللواء التركي بأنه سيستخدم في عمليات نقل ضيوف الرحمن أكثر من 18.500 حافلة بالإضافة إلى القطار، مشدداً على أنه سيتم منع السيارات الأقل من 25 راكباً من نقل الحجاج أو الدخول إلى المشاعر المقدسة.
وبيَّن اللواء التركي أن هناك عدداً من الخطط التي يتم تنفيذها هذا العام لنقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة وتوفير الخدمات لهم أثناء إقامتهم فيها سواء في منى أو عرفات، ولفت الانتباه إلى أن من أهم هذه الخطط إدارة وتنظيم حركة المرور عبر الطرقات التي تربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة أو التي تربط المشاعر المقدسة بعضها البعض، مشيراً إلى أن هناك خطة لإدارة وتنظيم حركة الحشود في المسجد الحرام وساحاته وبدأت منذ فترة بعيدة وبخاصة منذ توافد الحجاج إلى مكة المكرمة.
وأوضح أنه مع اكتمال تجمع الحجاج في مكة وارتفاع الذروة والكثافة هناك إجراءات إضافية يتم تنفيذها إلى جانب توفير المزيد من رجال الأمن لضمان القدرة على تنظيم التواجد في المسجد الحرام وأثناء الطواف والسعي في أوقات الصلوات، وأفاد أن هناك خططاً لمنع السيارات المخالفة من الدخول إلى المشاعر المقدسة، إلى جانب بدء منع دخول السيارات غير النظامية الى المشاعر المقدسة منذ يومين تقريباً، وقال: قد نشهد بعض محاولات الدخول للسيارات غير النظامية إلى المشاعر المقدسة، ولكن الخطة حازمة متمنياً من أصحاب السيارات التي تقل عن 25 راكباً والسيارات غير المرخصة لنقل الحجاج الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق التي تؤدي إلى المشاعر المقدسة والمساهمة في تيسير وتسهيل عمليات النقل.
وبيَّن أن تواجد الحجاج في المشاعر المقدسة يترتب عليه توفير الكثير من الخدمات التي من أهمها الخدمات الأمنية والصحية والبلدية والغذائية والخدمات الطارئة، وأكد التركي أنه مع تزايد أعداد الحجاج في المشاعر المقدسة سيشهد تنفيذاً كاملاً لهذه الخطط لتوفير الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام وتسهيل وتيسير أدائهم لأداء فريضة الحج.
من جهته استعرض قائد قوات أمن الحج اللواء سعد الخليوي أهم محاور خطط أمن الحج لهذا العام 1433 هـ، وقال خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي إن قوات أمن الحج تعمل بشكل متكامل ومنظم على إدارة حركة المشاة والحركة المرورية في المنطقة المركزية والساحات الخارجية للمسجد الحرام، وهناك أكثر من مرحلة لإدارة حركة المشاة تتولاها قوات الطوارئ الخاصة والقوة الخاصة لأمن الحرم المكي والقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، وقال إن المراحل تتزامن بالنسبة لإدارة الحركة والمشاة وتتزامن كذلك مع الخطة المرورية في المنطقة المركزية وهي عبارة عن محورين يسيران في خط واحد، وأضاف الخليوي أن المنطقة المركزية في مكة المكرمة تشهد الآن المرحلة الأخيرة وذروة الحركة بالنسبة للمشاة داخل أروقة الحرم سواء في الدور الأرضي أو الأول والسطح، بالإضافة إلى إدارة الحركة خارج ساحات الحرم من جميع الجهات وهي تسير بشكل ممتاز وتُدار من قِبل قوات أمن الحج بكل اقتدار وخبرة وتميز.
وبيَّن أن الأمن العام بعد نهاية موسم الحج يبدأ في تنفيذ ورشة عمل بمشاركة الجهات المعنية لمراجعة كل الخطط ودراسة الإيجابيات وتطويرها ومعالجة السلبيات إن وجدت، مضيفاً بأن هناك خططاً تفصيلية ومحكمة لإدارة الحشود وتفويج ضيوف الرحمن في كل أيام الحج وخصوصاً أيام رمي الجمرات، مع التأكيد على منع حمل الأمتعة والافتراش، وبيَّن أن المشروعات الكبيرة التي استحدثت هذا العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ستسهم في توزيع حركة الحشود البشرية والمركبات وتخفف من الكثافة الكبيرة على بعض المواقع، وطالب اللواء الخليوي الجميع بالالتزام بالضوابط والتعليمات المنظمة لأعمال الحج في هذا العام لنصل الى مستوى متميز من الكفاءة في خدمة وفود الرحمن.
ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن الحالة الصحية لحجاج بيت الله الحرام مطمئنة ولله الحمد, مبيناً أن الوزارة لم تسجل أي حالات وبائية أو محجرية، وقال إن الوزارة بدأت استعداداتها للحج منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة, بوجود الكوادر الصحية المؤهلة والمدربة, مشيراً إلى أن جميع الاستعدادات في مشعر منى اكتملت بوجود 28 مركزاً صحياً أولياً, إلى جانب 4 مستشفيات منتشرة في المشعر, بالإضافة الى 95 سيارة طب ميداني تحتوي على غرف عمليات متنقلة تضم طبيباً وممرضاً تتواجد في أماكن إقامة ضيوف الرحمن لتقديم الخدمات الصحية، وأشار د. مرغلاني إلى أن الوزارة قدمت منذ بداية شهر ذي القعدة وحتى السادس منه العديد من الخدمات الطبية استفاد منها 197.265 مريضاً راجعوا المستشفيات والمراكز الصحية في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة ومشعر منى, مبيناً أن العيادات الخارجية في المستشفيات قدمت خدماتها لـ 29.214 مراجعاً, مشيراً إلى أن الخدمات الإسعافية قدمت لـ 31865 مريضاً، وأكد أن الوزارة على أهبة الاستعداد لخدمة حجاج بيت الله الحرام في جميع أماكن وجودهم, متمنياً للجميع موفور الصحة والسلامة.
من جهة أخرى أوضح المتحدث الرسمي بالمديرية العامة للدفاع المدني المقدم عبد الله العرابي الحارثي انتهاء المرحلة الأولى من خطة المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة حيث لم تسجل فيها أي حوادث تُذكر ولله الحمد، وأكد جاهزية فرق الدفاع المدني في مكة المكرمة والمشاعر والمقدسة، مبيناً أنه تم تدعيمهم بـ (1500) ضابط وفرد من قوات الإسناد والتدخل السريع، وبيَّن أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الحرم المكي أسهم في نقل الكثافة السكانية من المنطقة المركزية إلى مناطق آخرى مثل العزيزية، حيث بلغت نسبة الكثافة فيها ما نسبته 35 % مما استدعى الأمر إلى زيادة انتشار فرق الدفاع المدني الميدانية ووحدات الإنقاذ والإسعاف، مشيراً إلى أن غرف العمليات بالعاصمة المقدسة زودت هذا العام بأكثر من نظام تقني منها نظام الاستشعار اللا سلكي الذي يحدد نوع الحادث في فترة لا تتجاوز أربع ثوانٍ مفيداً أنه طُبق بشكل تجريبي على (35) مسكناً للحجاج حول الحرم، وفيما يخص قوة الدفاع المدني بالحرم المكي أفاد أن هناك ثلاثة آلاف عنصر يقومون بخدمة الحجاج من خلال (48) نقطة تتواجد فيها الفرق الميدانية حول الحرم، وذلك بالتعاون مع الأجهزة الحكومية الأخرى, موضحاً أن فرق الرصد قامت بمسح جميع الأنفاق بالعاصمة المقدسة والمشاعر البالغ عددها (54) نفقاً بالتعاون مع أمانة العاصمة المقدسة والأمن العام, كما قامت فرق المسح الجيولوجي بمسح كل مصارف السيول في المشاعر المقدسة، وأبان أن فرق الدفاع المدني منعت دخول الغاز إلى المشاعر المقدسة بدءاً من يوم السبت الماضي، مشيراً إلى أنه تم ضبط (64) حالة مقابل (330) حالة في العام الماضي, إلى جانب رصد بعض المخالفات على مؤسسات الطوافة في مشعر منى وبلغت حتى اليوم سبع حالات مقابل عشر حالات في العام الماضي.
ومن جانبه أكد مدير الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة مدير إدارة الحج والعمرة الدكتور خالد بن سالم الحبشي أن الهيئة أكلمت استعداداتها الخاصة بموسم حج هذا العام ضمن منظومة العمل المتكاملة لقطاعات الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، مشيراً إلى زيادة الطلب على خدمات الهيئة حسب الإحصاءات عن العام الماضي.
وأوضح أن الهيئة بمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي تواصل تحديث خدماتها وتدعيم طاقاتها بالوسائل الحديثة بغية الرقي بأعمالها، مشيراً إلى أن الهيئة استحدثت ضمن خطتها الإستراتيجية في موسم الحج الربط بين مجمل الخدمات التي تقدمها الفرق الراجلة، والدراجات، والتدخل السريع، والإسعاف الأرضي، والإسعاف الجوي بهدف تكامل الخدمات، فضلاً عن زيادة أعداد المسعفين المشاركين والآليات الفنية الداعمة.
وبيَّن أن الهيئة أدخلت في موسم الحج الحالي ولأول مرة خدمة وحدات العناية المركزة للحالات الحرجة بين حشود الحجاج في المشاعر المقدسة وساحات الحرم المكي، إضافة إلى دمج الفرق التطوعية مع الفرق الأساسية في تقديم الخدمات، واستخدام أربعة مناطيد لمساعدة سيارات الإسعاف وتقوية الاتصال بين الفرق الإسعافية وغرفة التحكم الرئيسة وأعمال المراقبة، وبيَّن بأن هناك مشاركة 6 طائرات إسعاف جوي وتهيئة 4 قواعد لها في منطقة المشاعر لسرعة نقل الحالات المرضية للمستشفيات، إضافة لتروليات حديثة تدخل الخدمة لأول مرة هذا العام وتكامل خدمات المتطوعين.
ومن جهته قال المهندس سعود الذكري إننا نتوقع نقل من 25% إلى 45% من الحجاج عبر القطار في المشاعر، وبيّن وجود تنسيق ما بين جميع الجهات المشاركة في عملية تنظيم تصعيد الحجاج وانسيابية الدخول لمولقع المحطات وعودتهم سالمين بمشيئة الله تعالى بين المشاعر.
وقال الأستاذ عبد الله الدباغ من وزارة الحج إن وضع الحجيج جيد ولا يُوجد أي ملاحظات ولله الحمد.