يفد هذه الأيام للديار المقدسة بالمملكة العربية السعودية جموعا من حجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وهم في شوق عارم لمشاهدة هذه الأماكن المقدسة والوقوف بعرفات وبقية المشاهد في أجواء إيمانية آمنة ورائعة،
وفرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وحكومته الرشيدة منذ دخول الحاج للبلاد ووصولاً إلى المشاعر المقدسة وحتى مغادرته إلى بلاده بعد انتهاء أعمال الحج وهنا لا بد لنا من وقفة مع أمن الحاج الذي توليه بلادنا الغالية جل وقتها وتنفق عليه بسخاء كبير لأن هؤلاء هم ضيوف الرحمن الذين أتوا لزيارة بيته العتيق وأداء الحج استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
إن أمن الحج ليس فقط من مسؤولية الدولة بل هو مسؤولية مشتركة بين منظومة رجال الأمن والحجاج والمواطنين والمقيمين الذين يشكلون حزاما وطوقا متينا ضد أي ظواهر غير طبيعية قد تخل بالأمن وتؤدي إلى الضرر بالأرواح والممتلكات العامة والخاصة. إن الحاج رجل أمن والمواطن رجل أمن والمقيم رجل أمن لأنهم كلهم يعيشون على أرض بلاد الحرمين وتحديداً المشاعر المقدسة التي ستشهد أروع وأكبر تجمع في العالم، وأن الضرر إذا وقع سوف يشمل الجميع وسيؤدي إلى تعطيل مناسك الحج وغياب الطمأنينة والراحة، وسوف أضرب مثلا لذلك الضرر، فلو شاهد حاج أحد الأشخاص يعبث في إحدى محطات الكهرباء بقصد فصل التيار الكهربائي عن المخيمات الذي سوف ينتج عنه اضطراب وفوضى وخوف، فإن عليه إبلاغ الجهات المختصة فورا، والحمد لله إن رجال الأمن منتشرون في كل مكان وهم يقظون وساهرون على مدار الساعة لتوفير الأمن والراحة للجميع، فإنه بذلك قد كسب أمرين مهمين: الأول المحافظة على أمن وسلامة الجميع، والثاني، الحصول على الأجر من الله تصديقا لقوله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
إن تعاون كل إنسان وطأت قدماه هذه البلاد الطاهرة مع رجال الأمن هو أمر مطلوب بل واجب، والكل يتطلع إلى هذا التعاون وتلك المشاركة.
إنها دعوة يطلقها كل شخص يحب أن يرفرف الأمن والسلام والاستقرار على هذه البلاد خاصة وأنها تحتضن على أرضها المقدسة أكبر تجمع على مستوى العالم.
فاللهم احفظ ولاة أمرنا وبلادنا وحجاج بيتك الحرام من كل سوء ويسر حجهم وأعدهم إلى إهليهم سالمين غانمين يا رب العالمين.
متخصص في شؤون الأمن والسلامة والمتطوعين