قبل أيام قليلة مضت نحن في حديث شيق مع بعض الأصدقاء، إذا بي أرى صديقاً سمع ورود إشارة رسالة في هاتفه الجوال فنظر إلى وقال هل علمت ما في هذه الرسالة؟ فقلت أبداً وكيف أعرف رسالة وردت إليك؟ قال ارجع إلى هاتفك وفعلاً رجعت إليه وكان على الصامت، وإذا الخبر المفجع لوفاة الشيخ عبدالرحمن بن علي بن حسين الصغير، فما كان مني وأنا أواجه هذه الصدمة إلا ذكر الله والاستعاذة من الشيطان والدعاء له وذكر محاسنه وما أكثرها، ثم توالت المهاتفات بهذا الخبر، لقد كان رحمه الله داعياً إلى الله ومحاولاً إصلاح مجتمعه بتذكيرهم بالفضائل وتحذيرهم من الرذائل، متنقلاً من مسجد إلى مسجد ومن مدينة إلى مدينة، وقد اعترته الأمراض ولم تثنه عن هذا الواجب العظيم، وقد أصيب قبل عشرين عاماً بالفشل الكلوي ولم يثنه ذلك عن القيام بهذه المهن السامية مستعملاً التي هي أحسن في ذلك حتى وافاه أجله المحتوم وهو في جلسة توجيهية مع أبنائه الصغار، حيث سلم روحه الطاهرة إلى بارئها وهو في طريقه إلى المستشفى، رحمه الله أبا علي وبارك في علي وإخوانه وأخواته وأعظم الأجر لهم. و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
حمد بن عبدالله الصغير