ترتفع وتيرة العنف باطراد في الساحة السورية، ويزداد منسوب فلتان القتل في كل مكان، -ومع هذا- فإن مجلس الأمن لا يزال يراوح مكانه؛ ليمنح النظام السوري مزيدا من الوقت؛ ليتوغل في دماء السوريين، -باعتبار- أن حدود تقاطع المصالح الدولية - كروسيا والصين - من جهة - والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية- من جهة أخرى، لم تُرسم بعد. كل ذلك؛ من أجل القضاء على سوريا -شعبا وحضارة وثقافة-.
ما يحصل على الأراضي السورية، هو نتيجة الخيار -الأمني والعسكري-، الذي اتخذه، وأعلن عنه النظام السوري، ولا يزال مستمرا في ملاحقة الشعب السوري؛ حتى يستأصلهم، ويقضي عليهم، ويحرق الأخضر، واليابس، -خصوصا- وأنه يقوم بتتريس الحواجز، والمستودعات، والنقاط العسكرية الحيوية، ونقاط التمويل المهمة. كما يقوم بتعبئة الأسلحة، والذخائر عن طريق العراق، الذي عقد صفقة -قبل أيام- مع روسيا بأربعة مليارات دولار، وفي المقابل، نجد النظام يردد أيقونة: بأن من يرتكب أعمال العنف، هي عصابات مسلحة، تعمل لصالح أجندة أجنبية.
هدنة الأخضر الإبراهيمي، يتعامل معها النظام السوري بأنها ورقة في يده، وهي خطوة في خطة يعبث بها؛ كي يتمكن من استعادة توازنه، والتقاط أنفاسه، وترتيب قواه على أرض الواقع. وحتى كتابة هذه الكلمات، فقد أعلن أحمد بن حلي -نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية-، بأن: «الأمل ضعيف؛ لأن المؤشرات الموجودة على الساحة، ورد فعل الحكومة - حتى إعلاميا -، والأجواء - كلها - لا تشير إلى وجود رغبة حقيقية بالتجاوب مع هذه المبادرة». - وبالتالي - لم تنجح خطة - الموفد الدولي - الأخضر الإبراهيمي، في إحداث خرق في جدار الحل السياسي، بعد أن أصبح الموقف الدولي مفضوحا، لا هدف له إلا إطالة عمر النظام؛ بهدف إنهاك البلاد، والعباد. أضف إلى ذلك، أن النظام -كان وما يزال- يمارس كل أشكال الاستعلاء على الأنظمة الرسمية.
استمرار بشار الأسد، يعني مزيدا من القتل، والإرهاب. وتنحيته أصبح ضرورة إقليمية، ودولية. وهذا ما تمنيته من الأخضر الإبراهيمي، بأن يطالب بتنحي بشار الأسد عن السلطة، الذي بات في قناعة العقلاء، بأنه جزء من الأزمة، لا الحل، - إضافة - إلى أن الشارع السوري، يرفض أي محاولة، وتحت أي مسمى، التفاوض مع النظام في دمشق، ولن يقبل بأقل من عزله، وأي خيار، أو طرح آخر لحل الأزمة غير ما سبق، ليس أكثر من مجرد إضاعة للوقت.
drsasq@gmail.com