|
جازان - أحمد حكمي :
عندما اقتربت الساعة من الخامسة عصرًا من مساء أمس الأول عاش سكان القرى الحدودية النازحة في موقع إسكان السهي لحظات يصعب ترجمتها بين رؤية فلة سيسكنها وانتظاره تسلم المفتاح لكن الجميع لحظتها كان يتنفس وطنًا وينبض حبًا لمليكه.
مع مرور الدقائق وتوافد الأعداد يتزايد شيئًا فشيئًا المواطنون في الموقع والعيون تترقب هنا وهناك والسؤال متى؟ ليأتي النداء (عليكم بالتوجُّه إلى المسجد الواقع في طرف الإسكان) تحرك النَّاس الكبير والصغير.
حوار يدور بين الضمير والساكن انعكس على حركته التي بدت متعجلة في سؤال تبطنه الطمأنينة عن وقت تسلّم المفتاح هكذا قال محمد أحمد جراح عندما سألته «الجزيرة» لحظة تحركه إلى المسجد..
وصل الجميع إلى المسجد بدأ العاملون في اللجنة في توزيع الأسماء في وسط هذه اللحظات ينادي رئيس مركز السهي مقعد السبيعي (أهلاً وسهلاً بكم وأسعد بخدمتكم في أي وقت).
بعدها تمَّت عملية توقيع العقود التي حملت توقيع 114أسرة والتأكَّد من الإثباتات ليرتفع الأذان لصلاة المغرب ويؤدِّي الجميع الصلاة وتبدأ بعدها قصة أخرى لا يمكن روايتها فكل المشاهد من بعد هذه اللَّحْظَة كانت بليغة تترجم تحقق الوعد الذي قطعه ملك عادل خافٍ على أبنائه من العودة للخطر لحظة خروجهم من منازلهم فوعدهم بإسكانهم في مساكن راقية تليق بهم.
افترق أعضاء اللجنة بعد أن أخذ كل منهم مجموعة ليسلمهم مفاتيح سكنهم وتأكَّدهم من تسلّم كامل الأثاث تحتويه كل فلة من فلل الإسكان.
(الجزيرة) عايشت دخول عدد من المواطنين مساكنهم ولامست الشعور الذي يعجز اللِّسان عن ترجمته، حَيْثُ يقول يحيى هزازي وهو أب لأربعة أبناء وبنت صدقني لا أجد أجمل من هذه اللحظات وأنا أسكن في منزل بهذا القدر من الفن والإتقان هبة من ملك وعد فأوفى فلا استطيع سوى الدُّعاء لله بالتوفيق والسداد أينما حلَّ فهو نعم الحنون علينا فإن أعطى أجزل العطاء.
أما الشاب حسن جراح الذي استلم مفاتيح سكن أسرته بالنيابة عن أمه فيقول أتمنَّى من جميع سكان العالم أن ينظروا بأم عينهم ماذا قدم هذا الملك المعطاء، فمهما شكرناه سنبقى مقصرين وكلّنا أبناءه وكل قطرة دم في عروقنا هي فداء لثرى هذه الأرض.
من جهته تواصل مؤسسة الملك عبد الله للإسكان بالتعاون مع إمارة المنطقة تسليم بقية الوحدات في عدة مواقع بشكل متتابع، حَيْثُ سيتم توزيع من 1400-2000 وحدة خلال الشهر الحالي في عدد من مواقع الإسكان.