|
الجزيرة - سعود الشيباني
تَتَعرَّض الكثير من العوائل والأسر السورية لأفظع جرائم التنكيل والتعذيب التي يرتكبها بحقهم النظام السوري وخصوصًا في مدن حمص والرستن وحلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور، فيما يتعامل الأمن السوري مع المعتقلين بأبشع صور التَّعامل الإنساني ومنها التعليق والركل بالسلاح والضرب والصعق بالكهرباء.
«الجزيرة» التقت في القاهرة بأسرة هربت من جحيم النظام السوري بعد أن ذاقت مرارة التنكيل والتعذيب، حَيْثُ قال باسل 17 سنة وأخوه هاني 14 سنة الذين تَمَّ اعتقالهم في دمشق وظلا في المعتقل قرابة الشهر ونصف تَمَّ اعتقالنا بسبب هويتنا لأننا من حمص، حيث يقوم الشبيحة باعتقال الشباب حسب الهوية وخصوصًا مدن الحراك الرستن أو حلب أو ريف دمشق أو درعا أو دير الزور وغيرها وأضافا بعد ذلك: قام الشبيحة بتسليمنا إلى فرع الأمن نحن ومجموعة من المعتقلين وكل حاجز أمن يقومون بضربنا وركلنا إلى حد الموت ويطلبون منَّا قول: «لا إله إلا بشار» وهكذا إلى أن وصلنا القسم وتَمَّ تدوين أسمائنا والتحقيق معنا: لماذا أنتم هنا وتوجيه تهمة أننا ضمن التنسيقيات المعارضة وجئنا إلى الشام لتحريض النَّاس على المظاهرات ومن ثمَّ أدخلونا إلى السجن وهو عبارة عن غرفة 10 في 5 مظلمة من دون أي تهوية فيها أكثر من 133 فردًا تتراوح أعمارهم من 12 سنة إلى 70 سنة بما فيهم المكسور والمبتور أحد أطرافه والمجروح والمغمى عليه من التعذيب وطوال هذه الفترة يقومون بتعذيبنا يوميًّا وجلسنا يومين ونحن معلقون وأذاقونا صنوف التعذيب من الصعق بالكهرباء والحرق بالسجائر إضافة إلى حرماننا من الخروج لدورات المياه إلا في الأسبوع مرة واحدة ولا يأتينا الطعام إلا كل يومين وهو عبارة عن 8 رغيف خبز لِكُلِّ 12 فردًا ولو علموا أن لدى أي معتقل أخًا في الجيش الحر يَتمُّ إعدام المعتقل مباشرة.
وقال باسل وهاني لـ»الجزيرة»: إن السجن زادنا إصرارًا وتضحيةً على اقتلاع هذا النظام الشبيح المجرم الدموي الذي لا يفرِّق بين صغير وكبير وما رأيناه في السجن لا يطرأ على بال أحد وأكبر مما يتخيل الإنسان ويدركه التفكير من الوحشية والإجرامية التي لم يشهدها التاريخ وسنلتحق ضمن الثوار والجيش الحر عمّا قريبًا.