تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 22 رمضان 1433هـ مطالباً بتسمية الشوارع بأسماء المساهمين في خدمة مدنهم على سبيل التكريم لهم وتقدير جهودهم وتشجيعهم على مزيد من البذل والعطاء...إلخ.

وأقول من الواجب تكريم المساهمين في مشاريع الوطن لكن ليس من خلال تسمية الشوارع بأسمائهم ولكن من خلال تسمية الأعمال والمشروعات التي يقومون بها بأسمائهم أو بما يدل على أن هذه الأعمال والمشروعات ثم تنفيذها على نفقتهم وذلك تجنباً للتنافس بين المواطنين بحيث يحاول كل مواطن أن يكون له شارع باسمه وربما بأسماء أقاربه الأحياء منهم أو الميتين تكريماً لما كانوا يتميزون به من الشجاعة أو الكرم أو المكانة في قومهم، وهناك من رموز المجتمع والوجهاء في المناصب الرسمية والمجتمعية من سوف يدخلون من هذا الباب وقد يحدث التنافس على الشوارع الكبيرة والأولى في نظري هو الاكتفاء بترقيم الشوارع على مستوى الحي الواحد فهذا يؤدي الغرض المطلوب ويساعد على سرعة الاهتداء على الشوارع والمنازل أكثر من أي تسمية أخرى، وهو الأسلوب المتبع في كثير من مدن العالم، وكما أشرت فلو فتحنا باب التكريم بتسمية الشوارع بأسماء المواطنين فسوف نجد أنفسنا أمام كم كبير ممن يتطلعون إلى هذا الشكل من أشكال التكريم لأن خدمة الوطن تتحقق بالإنفاق المادي من القادرين عليه وتتحقق بوجود المسؤولين المتميزين وبالوجهاء المتميزين وتتحقق بالمتميزين في مجالات تخصصهم من أطباء ومهندسين وعلماء ومشايخ ورجال أمن وبرجال الأعمال الذين يثرون اقتصاد الوطن وغيرهم من المخلصين ممن يساهم من خلال إخلاصهم في رفعة الوطن وازدهاره بحيث لو أردنا تكريم الجميع ما وجدنا شوارع تستوعبهم، وقد تتدخل الواسطة والمحسوبية مما يؤثر سلباً على نجاح الفكرة ونزاهتها ويفقدها قيمتها الحقيقية فحبذا لو نكتفي بالترقيم وحصر التسمية وفق الانتقائية المتبعة.