أصبح تصنيف شنغهاي العالمي أمراً واقعاً للجامعات السعودية، حتى وإن تجاهلته بعض الجامعات أو تحفظ عليه مديرو الجامعات وعَدُّوه ترفاً أكاديمياً، أو زوائد للاعتماد الأكاديمي.
تصنيف شنغهاي الصيني في نسخته الأخيرة أغسطس 2012م حافظت فيه جامعة الملك سعود على الصدارة إسلامياً وعربياً ضمن أفضل (300) جامعة عربية محققة المرتبة (261)، وجامعة الملك فهد للبترول في قائمة أفضل (400) جامعة عالمية, وجامعة الملك عبدالعزيز في قائمة أفضل (400) جامعة عالمية, كما دخلت جامعة إسلامية أخرى وهي جامعة القاهرة المصرية ضمن أفضل (500) جامعة عالمية, وجامعة طهران الإيرانية ضمن أفضل (400) جامعة، وجامعة اسطنبول في تركيا ضمن أفضل(500) جامعة عالمية, وجامعة مالايا الماليزية ضمن أفضل (500) جامعة عالمية. عن التصنيف جريدة الجزيرة 29 رمضان 17 أغسطس 2012م.
أصبح لدينا رقم نقيس من خلاله الجامعات السعودية، ونقيس أيضاً جامعاتنا مقابل الجامعات العالمية، ونحدد موقعنا العربي والإسلامي ليكشف لنا مدى تطور الجامعات السعودية. ويقدم لنا تصنيف شنغهاي العالمي الذي بدأ ينشر نتائجه عام 2003م سجلاً يوضح تأخر الجامعات السعودية عن الجامعات العالمية، حين أعلن عن تصنيفنا في المربع الأخير وفي ذيل القائمة عام 2006م، مما دفع جامعة الملك سعود حينها بتحسين أدائها وفقاً لمعايير تصنيف شنغهاي وتتحصل عام 2009م على دخولها ضمن أفضل (500) جامعة عالمية...
هذا التصنيف تعرض للنقد الشديد في الداخل وعُدَّ ترفاً، وقيل كذبة وتزييف للواقع، وتمَّ الهجوم عليه وتعنيف الجامعات وإداراتها التي تتبنى هذا التصنيف، في حين من يقوم بالزيارات العلمية إلى جامعات دولية معروفة ومرموقة فمن ضمن الاستقبال والتعريف يقدم لك تصنيفها العالمي شنغهاي، وتعدّه تلك الجامعات معياراً حقيقياً وفعلياً لجودتها, وتسعى الجامعات إلى تحسين أرقامها وسط تنافس الدول للدخول في أفضل (300) جامعة وأفضل (100) جامعة عالمية...
نحن هنا في الداخل قد لا نعد تصنيف شنغهاي الصيني هو المعيار الوحيد لجودة جامعاتنا، لكنه واحد من المعايير التي نستطيع أن نقيس بها أنفسنا ونتعرف بالضبط أين نقف مع جامعات العالم وفي أي المربعات... وأيضاً لمعرفة تصنيف جامعاتنا في الداخل فقد أعطتنا مؤشراً إحصائياً أن أفضل جامعاتنا هي: جامعة الملك سعود في قائمة (300) جامعة, وجامعتا الملك فهد, الملك عبدالعزيز ضمن (400) جامعة عالمية. وبالتالي نتمكن مستقبلاً من إيجاد معايير للجودة وتصنيف محلي لجامعات الداخل ويصبح لدينا معايير أكاديمية نقيس بها جامعاتنا والكليات الأهلية. أليس هذا أفضل لنا أن نشعل الشمعة بدلاً من السير في الظلام أو شتم الأنفاق المظلمة؟!
متأكد أننا سنشعل الشموع، لأن لدينا القيادات الإدارية العليا محفزة وداعمة، وأيضاً لدينا الإدارة الأكاديمية واعية لدورها، يضاف إلى ذلك إمكانية الدولة القادرة على ضخ الأموال والميزانيات المتعاقبة على الجامعات, كما أن لدينا كوادر أكاديمية من أعضاء هيئة التدريس والباحثين، ولدينا الدعم الرسمي والحكومي المفتوح لصناعة تعليم عال بمواصفات دولية وتحويله من جهات استهلاكية إلى مشروعات أكاديمية منتجة ضمن اقتصاد المعرفة، وبالتالي بيع هذا المنتج كما هو في جامعات العالم، لذا نحن أمام بشائر جامعية جديدة.