الألماني «أوتوجروت» يعرف الإعلام بأنه هو (التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه).
هذا التعريف ينطبق تماماً على الإعلام الرياضي السعودي في كثير من وسائله، بل أصبح هو الإعلام الدارج في الوسط الرياضي، ولكنه يستهدف الجماهير التي ترغب في هذا التوجه وهي القلة في ظل الانفتاح الإعلامي على كافة المستويات.
بوصلة الإعلام الرياضي انحرفت عن مسارها الصحيح، فبدلاً من نقل الأخبار الصحيحة وتوضيح المعلومات الصادقة وإبراز الحقائق والتنوير والتثقيف، تحولت كثير من الوسائل الإعلامية من خلال إعلامييها إلى مجال خصب لبث الإشاعات وترويج الأكاذيب واصطناع الإثارة وإثارة الفتن والفرقة بين الرياضيين وتعزيز ثقافة الشتم بينهم وتغليب المصلحة الخاصة في كثيراً من المواقف على المصلحة العامة، والمبرر لذلك (الجمهور عاوز كذا) رغم أن هذا يخالف واقع الأكثرية الذين ينتظرون إعلاماً يثقف ويوعي..
للأسف، أصبح لدينا إعلام مضلل يسير حسب الهوى والميول، وبعيد كل البعد عن المهنية، بل الإعلام الرياضي في السنوات الأخيرة تحول مرتعاً لكل من هب ودب خاصةً بعد أن أصبح ذا عوائد مادية كبيرة، هذا غير الشرهات والهبات.
الإعلام الرياضي يحتاج حالياً إلى غربلة وتقويم، وتلك مسئولية القيادات الإعلامية في القنوات والصحف الورقية والإلكترونية لضبط (الانفلات) غير المنضبط مما ساهم بشكل مباشر في صد كثير من الرياضيين وغير الرياضيين على الإنصات لصوت الإعلامي الرياضي أو حتى قراءة الخبر والمقال، وهذا لاشك أعطى انطباعاً سيئاً عن جميع منسوبي الوسط الإعلامي.
الواقع يقول أصبحنا نتحرج من المجتمع عندما نقول إننا إعلاميين رياضيين، هذه حقيقة يجب أن نعترف بها لننطلق من خلالها نحو إعادة الإعلام الرياضي لمساره الصحيح فمن يعلق الجرس؟
سمعتك أيها النجم
كثيراً ما تطالعنا بعض الصحف بأخبار تورط بعض اللاعبين في قضايا جنائية وغير أخلاقية وللأسف ما يتم القبض عليه يشكل نسبة 10% من تجاوزاتهم. يحدث هذا رغم أنهم لاعبون محترفون يقبضون الملايين، ومثل هذه التصرفات قد تقضي عليهم وتقطع مصدر رزقهم، والأخطر من ذلك هو ما يلحق سمعته من ضرر بل وعائلته، رغم أنهم لا ذنب لهم فيما ارتكبه فهو تصرف فردي يُسأل عنه اللاعب فقط لكنه المجتمع..
نتمنى من الأندية أن تسهم في التوعية والرقابة على لاعبيها المحترفين، كما أن اللاعبين أيضاً تقع عليهم المسئولية الأولى للمحافظة على سمعتهم، وبالتالي الابتعاد عن تلك التجاوزات وأن تكون الأحداث الأخيرة لبعض اللاعبين عبرة لهم مستقبلاً..
زين فنياً زين
شهدت الجولة الثالثة من دوري زين تطوراً فنياً خاصةً في مواجهتي النصر والاتحاد والشباب والأهلي، فالنصر كسب المستوى لكنه خسر الأهم وهي النتيجة ولا زال مدربه ماتورانا يقع في بعض الأخطاء منها إصراره على مشاركة مانسو أساسياً والاستعانة بعطيف بديلاً، وهذا الثنائي اعتبرهما صفقتين خاسرتين بعد مضي ثلاث جولات فيما لا زال الاتحاد يسير بثبات بفضل مدربه الذكي كانيدا الذي استطاع أن يقود الاتحاد في تسع عشرة مباراة دون خسارة..
الشباب والأهلي هما الأفضل فنياً فيما الهلال بدأ يستعيد ثقته بنتيجة كبيرة في مرمى نجران بينما يسير فريقا الفتح وهجر بكل ثقة في مشوارهما بالدوري وخاصة الفتح الذي ينافس على الصدارة..
نوافذ:
- اللاعبون الأجانب كان لهم دور مؤثر على نتائج فرقهم في الجولة الثالثة من دوري زين والفريق الذي يضم أفضلهم هو من سيواصل المنافسة وتقديم النتائج الإيجابية..
- الشباب أبرم أفضل الصفقات ممثلة في كماتشو وتيجالي والرويلي والفريق لا زال هو المرشح الأول للمحافظة على لقبه للموسم الثاني على التوالي..
- مباراة الاتفاق ستكون محكا مهما لتأكيد تطور الهلال بعد فوزه الكبير على نجران..
- لا زال التحكيم المحلي يواصل تميزه، لكن حضور الحكم الأجنبي في مباراة النصر والهلال مهم نظراً لحساسية المباراة..
- تشكيلة المنتخب القادمة: هل ستضم كل أسماء تشكيلة المنتخب في مباراة أستراليا؟ إن حدث هذا فإنه يعني لا زال للفشل بقية..!
- ماتورانا مدرب خبير لكن عمره لا يساعده على أداء عمله بشكل كامل المباريات القادمة ستحدد مصيره مع الفريق..
- قضية العيد كانت شيكات الاتحاد ولجنة الاحتراف مدانة في هذه القضية، وحتى الآن لم نسمع مبرراتها أين اختفى صوتها القوي قبل فترة التسجيل..؟
alzamil@cti.edu.sa
للتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil