كانت معاناة المسافرين عبر بعض المنافذ الحدودية البرية للمملكة كبيرة في إجازة العيد، وهي مشكلة تتكرر في المواسم والإجازات، فتصيب الناس بالنكد وتحرمهم من الاستمتاع بالإجازة رغم ترتيباتهم المسبقة والطويلة لكل تفاصيل الإجازة.
لقد تمكنت المملكة من بناء شبكة طرق برية جيدة في طول البلاد وعرضها، وهي تستكمل نواقص هذه الشبكة بدأب، غير أن ما يستغربه من يسلك هذه الطرق هو ضعف التجهيزات المكملة على امتداد هذه الطرق حتى انتهائها بمقرات الأجهزة الحكومية الخدمية على المنافذ الحدودية. فمعاناة سالكي الطرق البرية تبدأ بمجرد أن يحتاج المسافر إلى أبسط ضروريات السفر مثل دورات المياه النظيفة، بل وأحياناً محطات الوقود أو اللوحات الإرشادية على الطريق، ثم تكون قمة المعاناة عندما يصل إلى المنفذ الحدودي ويكتشف أن عليه الانتظار ساعات طويلة حتى يستكمل إجراءات السفر مع ما يتخلل ذلك منغصات أخرى يعرفها المسافرون، وقد روى بعض المسافرين أن الانتظار والتكدس في منفذ «البطحاء» وصل إلى أربع عشرة ساعة في بعض الحالات.
من المثير للاستغراب أن يحدث مثل هذا في بلد استثمر مليارات الريالات لبناء شبكات طرق برية تتمنى مثلها العديد من دول العالم ثم تبقى منغصات ونواقص يمكن التغلب عليها بشيء من التخطيط والإدارة مثلما يحدث على الطرف الآخر من منفذ «البطحاء» الحدودي، حيث يمارس الإماراتيون نفس المهام باقتدار يثير الإعجاب.
لا شك أن مواسم الإجازات تشهد كثافة في أعداد المسافرين مما يضيف أعباء كبيرة على العاملين في هذه المنافذ، لكنَّ هذه المواسم لا تحل علينا بشكل مفاجئ فهي معروفة سلفاً ويمكن وضع الخطط لزيادة الطاقة الاستيعابية بما يتيح الانسيابية المطلوبة في العمل والحركة بهذه المنافذ، تماماً مثلما يفعل الإماراتيون الذين لا تفاجئهم هذه المواسم ولا تربكهم مثلما يحدث عندنا.
لا أحد يتوقع أن تكون مواسم الإجازات بلا زحام، ففي كل مدن العالم يحدث الزحام في المطارات ومحطات القطار والمنافذ الحدودية في المواسم والأعياد، ولا أحد يطلب المستحيل بالقضاء التام على ظاهرة الزحام في هذه الأوقات، ولكن ما يريده الناس هو التعامل المعقول والمنطقي مع الزحام والتكدس وذلك بزيادة أعداد الموظفين ونقاط الخدمة والفِرَق المناوبة.. ونحن لا نخترع شيئاً جديداً، فهذا هو المعمول به في الدول الأخرى التي سجلت لأنفسها مكانة في موازين التعامل المتحضر سواء في الأوقات العادية أو الاستثنائية.
نتطلع إلى مواسم وأعياد بلا منغصات.. وسيكون كل من كتب له الله الحياة على موعد قريب مع موسم عيد الأضحى، فهل يكون بلا منغصات؟.
alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض