لم يكن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لمنصب ولاية العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وهو الذي تم اختياره بالأمس لشغل منصب وزير الدفاع، لم يكن اختياره لشغل هذه المناصب لسد الفراغ، بل لأن سموّه الكريم يمتلك من المقدرات التي أهّلته لهذه المناصب الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رعاه الله- بتحملها، فهو كان يشغل منصب أمير منطقة الرياض عاصمة البلاد قرابة 5 عقود، وحتى تاريخ تعيينه وزيراً للدفاع، والكل يعرف الحالة التي كانت عليها هذه العاصمة قبل تولي الأمير سلمان الإمارة فيها وما هي عليه من حالة عندما تركها وعُيِّن في منصبه الجديد. لقد استطاع سموه أن يشكِّل ورشة عمل تعمل ليلاً ونهاراً للنهوض بهذه المدينة حتى أصبحت مدناً داخل مدينة، بل إنها من خلال عملية التخطيط والعمران وتوفير البنية التحتية أصبحت تضاهي عواصم الكثير من دول العالم المتقدمة، وهذا لم يكن ليأتي لولا أن سمّوه أعطى الكثير من جهده وتصميمه على النهوض بها الى المستوى الذي يتناسب مع أهمية المملكة العربية السعودية، ودورها البناء في خدمة العالمين العربي والإسلامي والسلم العالمي، وذلك من خلال الوفود تلو الوفود القادمة إليها من شتى بلاد العالم لتبادل الرأي في جميع القضايا التي تهتم بالأمن والاقتصاد والقضايا العالمية، والتي لاقت ترحيباً واسعاً لدى قادة البلاد، وخرجت من خلال المباحثات بنتائج إيجابية تتوافق مع تطلعات هؤلاء القادة -ولله الحمد والمنّة.
لقد كان الأمير سلمان قريباً من قادة البلاد أصحاب الجلالة، ولما يتمتع به من بعد سياسي وفكر بناء، فقد كلف سموه بالعديد من القضايا الهامة داخلياً وخارجيا،ً واستطاع أن يحصل على لقب رجل المهمات الصعبة، ثم أن هذا الرجل يعدُّ رجل الإدارة، فهو الذي يذهب إلى مكتبه في وقت مبكر من صباح كل يوم ويمضي فيها إلى آخر ساعة من اليوم، وهو صاحب سياسة الباب المفتوح ليس في مكتبه في الإمارة فحسب، بل من خلال السيارة التي يركبها الى منزله الذي يسكنه، فهناك العشرات من المواطنين يفدون إليه في الإمارة من أجل المشورة وحل قضاياهم ومنهم من يستوقفه في الشارع أو يدخل عليه في منزله، ويجد من سلمان الخير الحل والنجدة والمساهمة في تحقيق المطالب، وليعيد الابتسامة والفرح والسرور لهؤلاء الناس حتى أصبح الكثير من القضايا يحلها سموه بعيداً عن الروتين التي عادة تتعرض له هذه القضايا، ما عدا القضايا المتعلقة بالقضاء فهو يتركها للقضاء.
إن سلمان مثل يشار إليه بالبناء في العمل الإداري، وكما هو ناجح في علم الإدارة فسموه يعدُّ موسوعة كبيرة في هذا الجانب، ولسموه إسهامات كبيرة في هذا الجانب، ورجال التاريخ على التحديد يدركون مدى ما تختزنه ذاكرة هذا الرجل في هذا الجانب.
أما عن العمل الاجتماعي فسموه يرأس العشرات من الجمعيات، وقد أعطى سموه جل جهده في المساهمة بالجهد والجاه والمال في سبيل نجاح هذه الجمعيات التي استطاعت أن تسهم في استقطاب الفقراء والمساكين واليتامى، وهو بحق يستحق أن يطلق على سموه لقب أمير الفقراء والمساكين. والواقع ليس بوسعي أن أحيط بمناصب هذا الرجل الفاضل القوي ولكني أدعو لسموه، وأسأله تعالى أن يمد في عمره وأن يجعله خير خلف لخير سلف وأن يجعل التوفيق حليفه في كل ما يحمل على عاتقه من مسؤوليات، وأن ينال رضا الرب سبحانه وتعالى ثم رضا ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- ثم رضا الشعب السعودي الوفي، والله ولي ذلك وهو على كل شيء قادير.