|
الجزيرة - علياء الناجي:
كشف صاحب السمو الأمير مشعل بن خالد بن فهد آل سعود رئيس شركة الرياض العالمية للأغذية صاحبة الامتياز الحصري لمطاعم «ماكدونالدز» في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة، عن اتجاه شركته لتوطين الوظائف وسعودتها، بالرغم مما توجهه الشركة من تسرب نسبة مرتفعة من الشباب السعودي بعد تدريبهم.
وعزا تسرب الشباب إلى استقطابهم من الشركات الأخرى، قائلا: «هذا التسرب إيجابي، حيث إن الشاب السعودي وبعد حصوله على الكفاءة والخبرة العملية لدينا إضافة إلى التدريب العالي الجودة بمعاييره العالمية وذلك في خلال فترة وجيزة، فإنه يتم استقطابه من الشركات المنافسة»، منوها إلى تسرب ما يقارب 500 موظف سعودي».
وأضاف: «بالرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتنا يعمل لدينا اليوم أكثر من 1200 شاب سعودي في مختلف الوظائف الإدارية والميدانية وما زلنا ملتزمين بهذا الهدف حتى نصل إلى نسبة 100% بإذن الله».
وعن توظيف السعوديات أكد عبر حواره مع «الجزيرة» حرص الشركة منذ البداية على توظيف السعوديات على أن يكون ذلك في الأماكن والبيئة المناسبة طبقاً لتعاليم ديننا الحنيف، قائلا: «للأسف ونظراً لطبيعة نشاطنا، لم نتمكن من توظيفهن سوى في عدد قليل من مطاعمنا والمخصصة للنساء فقط».
وحول العقبات التي تواجه الإستراتيجية الوطنية في قطاع السعودة، أكد الأمير مشعل أنه يرى أن هذه الإستراتيجية قد نجحت، موضحا: «والدليل على ذلك هو تنافس شركات القطاع الخاص على تقديم عروض وظيفية مغرية لاستقطاب الشباب السعودي، ففي بداية هذه الإستراتيجية كانت شركات القطاع الخاص تُقدم المُعوقات على الحلول، وترفض إعطاء الفرصة للشاب السعودي وذلك لأسبابٍ اقتصاديةٍ بحتة، حيث إن تكلفة توظيف الشاب السعودي أعلى من غير السعودي، ولكن أصبحت معظم الشركات الآن حريصة على توظيف السعوديين وعلى توفير بيئة عمل منافسة للمحافظة عليهم».
ونوه صاحب السمو إلى أن دخول شركات المطاعم العالمية للسوق السعودي كان له آثر كبير وإيجابي ليس على المستهلك فحسب بل أيضا على المطاعم المحلية والتي لمست بشكل مباشر المعايير والمواصفات العالية والمميزة لتلك الشركات العالمية وبالتالي تعلمته واستفادت وطورت من معاييرها ومواصفاتها لتتمكن من البقاء في السوق، قائلا: «الدليل أن هناك العديد من المطاعم العالمية والمحلية قامت بالانسحاب من السوق السعودي خلال السنوات الماضية نتيجة لعدم قدرتها على تقديم الحد الأدنى من المستوى المطلوب». وأوضح أن السبب وراء ذلك يعود للمستهلكين الذين أصبح لديهم درجة عالية من الوعي تجبر جميع المطاعم والتي ترغب إما الدخول أو البقاء في السوق السعودي، تلبية احتياجات وتطلعات المستهلك وبشكل مستمر. وأكد الأمير مشعل أن هذا القطاع يوفر سنويا أكثر من 10 آلاف فرصة عمل سنويا في المملكة، وأن أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الشباب عن هذا القطاع هو اعتقاد الشاب السعودي أن هذا القطاع لا يوفر فرص عمل مجدية لبناء مستقبل ناجح، حيث يعتقد الشاب السعودي أن العمل في قطاع المطاعم يقتصر على مهارات بدائية جداً والواقع عكس ذلك.
وشدد على أن أبرز أهداف الشركة أن يكون لها دور رائد في توطين الوظائف،» إيمانا منا بأن ذلك ليس خياراً بل واجباً وطنياً لا بد من تحقيقه بغض النظر عن مردوده علينا، وبفضل من الله استطعنا من تحقيق ذلك ورغم التحديات والصعوبات التي واجهتنا حيث يعمل لدينا اليوم أكثر من 1200 شاب سعودي في مختلف الوظائف الإدارية والميدانية وما زلنا ملتزمين بهذا الهدف حتى نصل إلى نسبة 100% بإذن الله».
وأشاد الأمير مشعل بالشباب السعودي، قائلا: «إن الشاب السعودي يحصل على مهارات عدة بعد إتمامه لبرامج التدريب المعتمدة، حيث يكتسب الشاب مهارات في إدارة الإنتاج، وإدارة النقد، وإدارة الأفراد، هذا إضافة إلى مهارات أخرى عديدة تؤهل الشاب لإدارة عمله الخاص، ولدينا أمثلة كثيرة ونموذجية على ذلك حيث إن بعض الشباب كانت بدايتهم معنا دون سابق خبرة عمل، وخلال فترة وجيزة استطاعوا تنمية مهاراتهم من خلال التدريب المستمر على رأس العمل والدورات التدريبية المعتمدة التي مكنتهم من اكتساب المهارات التي عززت ثقتهم بأنفسهم وكان لها الأثر الكبير في تأهيلهم لإنشاء وإدارة مشاريعهم الخاصة».
ونوه إلى أن الشركة تؤمن العمل لمن يرغب من الشباب في فترة الصيف فقط، قائلا: «فنحن نقوم بتوظيف عدد من الشباب السعودي خلال فترة الصيف، كما أن هذه المبادرة تبنّتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتشجيع توظيف الشباب السعودي بدوام جزئي خلال فترة الصيف في شركات القطاع الخاص، وقد كان لنا تجربة رائدة في هذا المجال. ومنذ بدء الشركة تم توظيف أكثر من 120 شاباً سعودياً في فترة الصيف».