بصراحة لا أعتقد أن هناك رياضيا غيورا على هذا البلد أو حتى مواطن يرضى أن نصل لهذا المستوى المتدني رياضياً فماذا بعد؟.. تدهور في تدهور، واليوم الكل يتطلع إلى تدخل من القيادة العليا لإنقاذ رياضتنا التي تراجعت في وقت وجيز وأصبحنا خارج قائمة الـ100 منتخب على مستوى العالم في حدث غير مسبوق، ولا يراودني أي شك في أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجميع منسوبيها يتحملون هذا الإخفاق والتراجع فمنذ أكثر من عام ونصف العام ونحن نسمع بالوعود الوهمية والتغييرات الجذرية والتنظيمات الإدارية والهيكلة العامة إلا أننا لم نشاهد ولم يظهر للنور أي مما سبق وأن أعلن عنه.

اليوم لا يقبل أي إنسان بما يحدث وقد يكون أحد أسباب التراجع هو القرار الأحادي وعدم الأخذ بآراء النقاد والمتخصصين والاعتماد على الأسماء و(ريكارد) أحد هذه المقالب التي لو كان هناك من يستمع لما تم التعاقد معه فهو ليس المدرب المناسب للمنتخب السعودي سواء الأول أو حتى الرديف فريكارد نجم رياضي كلاعب ولكن من وجهة نظري أنه مفلس فنياً كمدرب لأي منتخب أو ناد، وللأسف أنها ضخت أموالا طائلة على التعاقد معه ومساعديه مما أرهق ميزانية الاتحاد، وكل هذا على حساب الأندية والنتيجة -للأسف- لم ينجح أحد، واليوم نحن خارج المئة منتخب عالمياً.

هل وفق النصر في تعاقداته؟

ما أشبه اليوم بالبارحة.. اذكروا هذا المقال الذي كان في نفس توقيت الموسم الماضي عندما تم التعاقد مع اللاعب الجزائري يحيى عنتر الذي حذرتهم من المضي في إكمال الصفقة معه بعد أن اتضح إصابة اللاعب واليوم يعيد التاريخ نفسه ويوقع النادي مع اللاعب الأوزبكي (شوكت) الذي حذرت منه قبل أسبوعين بعدما نما إلى علمي نية الإدارة في الاستفادة من خدماته، حيث ذكرت عبر هذا المقال أن اللاعب هو أحد أسباب هبوط فريق الأهلي القطري إلى مصاف الدرجة الأولى ومغادرة دوري نجوم قطر، واللاعب شهد مستواه تراجعاً مخيفاً مما اضطر مدرب منتخب بلاده إلى عدم الاعتماد عليه كما كان سابقاً.. لقد شهد مستوى اللاعب انحداراً وانخفاضاً سيكون مردوده سلبياً على خط ظهر الفريق النصراوي وسيكون نقطة ضعف وسيعود من حيث أتى قبل أن ينهي موسمه الأول وبذلك يكون استمراراً لاستنزاف الأموال وتراكم الديون على النادي، أما عبده عطيف فقد يفيد ويكون إضافة إن تعافى من إصاباته المتكررة التي لم تسعفه لخدمة العميد الموسم الماضي، والأميز في هذه الصفقات قد يكون حسني عبدربه اللاعب المصري الذي كان من المفترض أن يكون متواجداً قبل 3 مواسم، إلا أنه ذهب للنادي الأهلي الإماراتي بعد أن حصل على وعود وعند إنهاء المفاوضات وجد أموراً مختلفة عما سبق الوعد به، ويظل اللاعب مانسو والمهاجم البوليفي غير واضحي المعالم ولا نستطيع الحكم عليهما من الآن إلا أن تركيبة الفريق بصفة عامة قد لا تكون موفقة إلى درجة كبيرة لاختلاف المستويات والطموح وضعف قدرات اللاعب المحلي ومن خلال هذه المعطيات يجب على الجماهير النصراوية أن يكون تفاؤلها حذرا وألا تتطلع إلى هوية البطل ثم تُصدم من جديد وتضطر إلى إخراج الكارت الأحمر مرة أخرى، والذي سبق أن أخرجوه في أكثر من مناسبة إلا أن العناد والإصرار على السير في الطريق الخاطئ استمر طويلاً لتصل الأمور إلى ما وصلت إليه في ظل وجود إدارة فقدت الكثير من المصداقية واحترام الأطراف الأخرى.

نقاط للتأمل

- أصبحت كلمة (كالعادة) مصاحبة في كل مرة يخرج المنتخب السعودي من أي مسابقة وهذا أمر مؤسف للغاية ويجب عدم السكوت عليه حتى لو وصل الأمر إلى تدخل القيادة في البلد لتغيير وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

- خروج المنتخب السعودي من البطولة العربية وعدم وصوله إلى النهائي على الأقل من منتخب بلد توقف فيه الدوري منذ موسمين ولا يشهد استقرارا، أكبر دليل على تراجع المستوى والعناصر وجميع الكوادر لدينا.

- للأمانة إذا كنا نحمل المدرب (المفلس) ريكارد مسؤولية خروجنا من جميع المسابقات إلا أن الجزء الأكبر يتحمله من جعل ريكارد يستمر إلى هذا الوقت، وقبل هذا وذاك يجب أن يحاسب من اتخذ قرار التعاقد معه.

- ما يحدث في نادي الاتحاد كان متوقعا بعد غياب كبير رجالات الكيان الاتحادي سمو الأمير طلال بن منصور، فلا يمكن أن يقوم بالدور الذي كان يقوم به سموه إلا عضو (الشاورما) فالأشخاص مكانات وقدرات.

- ليس من صالح الكرة السعودية أن نفقد عميد الأندية وأن يصل الحال إلى ما وصل إليه، فيكفي أن أندية كبيرة مثل النصر والاتفاق والوحدة تعتبر حتى هذه اللحظة خارج التغطية.

- يجب على الهلاليين ألا يستعجلوا على مدربهم الجديد خاصة عندما قامت إدارة النادي بالثناء عليه والإطراء مثل الانضباطية والمساواة بين اللاعبين وهو لم يمضِ حتى 24 ساعة من انخراطه في المعسكر.

- يجب على اللاعب أحمد الفريدي ومدير أعماله سلطان البلوي أن يكونا أكثر وضوحاً ويتعاملا بشفافية ويدركا أننا في زمن الاحتراف وزمن العرض والطلب، فالغموض لم يعد له مكان في زمن الاحتراف.

- هل ستتجاوز لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين هذه المرة وتسمح بتسجيل الأندية للاعبيها المحترفين وقد تكون جميعها مديونة وعليها التزامات داخلية وخارجية، والمقصود خارجياً لأندية أخرى أم تطبق النظام وتلزم الأندية بتسديد ما عليها من التزامات؟

دعاء.. اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف، وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى يا حي يا قيوم.

ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.