فاصلة:
(كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نُسيء استعمالها)
- حكمة عالمية -
منذ أن يبدأ المبتعث في الدراسة في بلد غريب وهو يحلم بالعودة إلى بلاده، لكن بعد أن تمر السنوات ويعتاد الحياة في الغربة، التي تختلف عن حياته في بلده، يبدأ لديه صراع من نوع آخر، وترد في ذهنه أفكار عن مستقبله وحياته في بلده بعد أن يعود، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على مدى الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يعيشه المبتعث في بلده، ومدى إحساسه بالدفء الأسري والمجتمعي. في مرحلة معينة من مراحل الدراسة يبدأ المبتعث في المقارنة بين البلد الذي يدرس فيه وبلده، في كل شيء.. في أسلوب الحياة وأفكار الناس وسلوكياتهم، وقد تكون المقارنة غير عادلة استناداً إلى تاريخ البلدين في عمر الحضارة، لكن المقارنة تحدث بشكل تلقائي، وتتضح هذه الصورة في عودة المبتعث من إجازاته التي يقضيها في بلده ومع أهله.
ولذلك تختلف مشاعر المبتعثين بعد عودتهم من الإجازات، وتكاد تعرف كيف كانت إجازاتهم في السعودية من خلال حديثهم عن المدينة التي يدرسون فيها، فاذا كانوا متذمرين من النظام وأسلوب الحياة العملية فقد استمتعوا بالدفء بين أهلهم، أما إذا كانت لغتهم مشبعة بالتأقلم مع مدينتهم التي بها يدرسون، وتلاحظ انتقاداتهم نظام الحياة والمعيشة في السعودية فهؤلاء لم يستطيعوا أن يعيشوا دفء بلادهم.
المبتعث حينما يسافر إلى بلاد أخرى سنوات طويلة لا ينفصل عن بلده أو مجتمعه إلا إذا واجهته الضغوط النفسية في بيته الداخلي، وتعرض لعدم الدعم الذي هو من أهم ما يحتاج إليه أي مغترب.
لذلك من المهم احتواء المبتعثين، خاصة الشباب الذين يعيشون بمفردهم في بلاد الغربة. إن أكثر ما يدفع الشاب للعودة إلى بلاده إيمانه بأن أسرته تنتظره، وقد منحته الثقة الكبيرة بنجاحه.
nahedsb@hotmail.com