يستمر الحديث مع معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر، في الجديد من سلسلة ذكرياته التي سماها: وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات، وهذا هو الجزء الخامس والعشرون الطبعة الأولى عام 1433هـ - 2012م، وقال عنه في الغلاف الخارجي: هذا هو الجزء الخامس والعشرون من كتابي وسم على أديم الزمن، تحدثت فيه عن حياتي أثناء عملي وزيراً للمعارف.
وهذا الجزء تقع حوادثه في جزء من عام 1405هـ، وجزء من عام 1406هـ وهذا ثالث جزء يتحدث عن عملي في هذه الوزارة، وقد جاء الترتيب والتنظيم، وفق الأجزاء السابقة، وبنفس حروف الطباعة، حجماً ووضوحاً.
يقع الكتاب حسب المعتاد بحجمه المتوسط، في 648 صفحة بالفهارس والملحقات، وهذه أخذت من ص 535 إلى النهاية.
استحوذت على ص 114، وقد بدأ المقدمة من ص 5 عما فيه تجديد فقال هذا هو الجزء الخامس والعشرون من كتابي وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات، جاء بعد أن من الله علي بإكماله ليقف مع الأجزاء السابقة، على رف مكتبة مقتنيه يدفئها وتدفئه، يكملها وتكمله، ويسير على النهج السابق، وفي صفحاته امتداد للأحداث التي دونت في الأجزاء السابقة أيضاً، وهذا منهج ثبت في كل الذكريات.
وفي هذه المذكرات إنني أحياناً، ألمس موضوعاً فاستطرد في الحديث من الذاكرة، وقد أقول من وحي الذاكرة ما يقضب الحقيقة، ولكن الله جل وعلا، يلطف بي دائماً، فأمر بالحادثة في مكانها الطبيعي، وبتواريخها المحددة فيكون ما آتي به هنا، يصحح بعض ما قلته هناك، إن كنت حدثت عن الصواب، دون أن أقصد ص4، وهذه منقبة حميدة منه، وصراحة يفتقدها كثير من الكتاب.
وفي ص 11 من هذه المقدمة، أبان هذا الجزء يسجل حوادث جزء من عام 1405هـ، وجزء من عام 1406هـ، ويعطي فكرة عن بلادنا في تلك الشهور، بما لنا وما علينا، ويرصد نشاطنا، وفي أي النواحي كان تركيزنا وما يهمنا وما أنجزناه، أو قصرنا في انجازه، لقد صبغ عام 1406هـ ببعض العسرة لنقص الدخل، بسبب تدني أسعار البترول، وبُذلت الجهود لوقف تأثير هذه العجلة المنحدرة، على سير البلاد في خططها الطموحة، لعل في الجزء الثاني من هذا العام يمن الله بالرخاء، فلننتظر إلى الجزء السادس والعشرين، وحتى ذلك الحين، أرجو من الله أن يلبسني وإياكم ثوب الصحة، وأن يوفقني حتى أقوم بإكمال ما بدأناه: أنا بالكتابة وأنتم بالقراءة.
قد يرى القارئ في هذا الجزء، إطلالة جديدة، وهي تلخيص الحوادث العالمية، في نهاية كل شهر، ليرى القارئ ما كان يشغل الأذهان في ذلك الشهر داخلياً وخارجياً، ومع هذه اللفتة الجيدة التي تهم القارئ ليته زادها حيث لم يطل فيها عملياً لكنه قال: أقف عند هذا لأن بعض الايجاز يغمط الحقيقة والحق المقدمة ص 11-12 ثم بعنوان أخذ صفحة كاملة بالخط العريض جاء: عام 1405هـ الموافق 1984م - 1985م.
وبدأ في استكمال حوادث العام الأول بليلة ملكة خالد القاضي ومعلومات عن جامعة قطر، وحفل غداء في الدوحة أقامه ولي العهد القطري ووزير الدفاع، ثم الحفل للغداء بمناسبة حفل افتتاح الجامعة في قطر يوم السبت الرابع من شهر جمادى الآخرة، عام 1405هـ ثم العودة للرياض بمن انضم إليهم بزيادة ص 14 - 17.
ولاهتمامه بصحة والدته، وهذا من بره بها، لأنه حق أمر الله به، فقد تحدث عن صحتها في ص 17 - 19 ثم بعد حديثه عن أمور تتعلق بالعمل، ص 19 - 27 نراه يتحدث عن جمعية محاربة التدخين باهتمام 27 - 31 - وفي ص 34 - 43 تحدث عن أزمة البترول وانخفاضه، وعن انسحاب أمريكا من اليونسكو، وبعض الزيارات والمناسبات، وقد تخلل ذلك موقف مفاجئ في حفلة أقامها سعد المنقور لأخيه ناصر رحمهما الله، إذ كانت المأدبة في الصحراء على طرف الدهنا، بين الرياض والاحساء فقد أضيئت الأتاريك فكثر على ضوئها الفراش وخشاش الأرض، ففاجأت الحضور حية جاءت تسعى لأنها ترى في ذلك وجبة دسمة وقد أخذ أحدهم حذاءه وضربها به بعد أن فشل مسدس صغير مع شخص من المجموعة في أداء المهمة، فأودعوه شنطة إحدى السيارات وقد تحدث في ص 83 - 185 عن رجل عصامي من غامد هو محمد بن شائع الذي قدم من بلاده لمكة بحثاً عن عمل، فعمل عند الدكتور فترة طويلة، وأثنى على أمانته 183 - 185 ثم رصد كثيراً من الأحداث وقال في الختام ص 252 هذا آخر ما سجلته من رؤوس أقلام، في مفكرة الجيب لعام 1405هـ حسب الأيام والشهور، وختم هذا العام بقوله: وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ص 254.
ثم بدأ في ص 255 أحداث عام جديد هو 1406هـ الموافق 1985 - 1986م بعنوان مستقل ص 255، وشرع في أحداث عام 1406هـ بادئاً بالبسملة ابتدأ السنة الجديدة، وبه استعين ليكون عملي صادقاً مفيداً يؤدي الغرض منه كاملاً والقصد صافياً واضحاً، والهدف نافعاً مرضياً، والسير هادئاً سلساً، والحق مقتنصاً والسعي موفقاً، وأن أمشي في هذا العمل الذي تصديت له، بنور الله وبتوفيقه، وبعونه سبحانه وتعالى، وأسأل الله من أفضاله أوفاها، والصحة والعافية في مقدمة ما أرجوه وتصبوا إليه نفسي.
وهذه المقدمة لها دلالات عن الأدباء والنقاد، تسمى براعة الاستهلال، وغير هذا من حس المطالب من الله، ثم بدأ يتحدث من ص 256 عن أسفاره بين جدة والرياض وعن العلاقات الأسرية والأخوية والمناسبات، وعن بيته في حي الريان، مع أحداث مهمة، كذهاب ابنه محمد للمدرسة، وحفلات ومؤتمر اليونسكو قليل الفائدة، حيث رأس وفد المملكة الدكتور سعود الجماز، ومن تلك الأحداث الروتينية الكثيرة: الغارة على تونس وزلزال المكسيك، وغرق باخرة بالقرب من نيوزيلندا وسوء علاقة بين ليبيا وتونس، مع الاهتمام بمباني الإسكان، وأزمة بين مصر وإسرائيل، واختطاف باخرة إيطالية مبحرة من الاسكندرية ص 256 - 308 وهذه من أخباره الشهرية.
وقد ناب عن وزير المالية مرافقة الملك إلى مجلس التعاون في مسقط، كما قابل ولي العهد مع وفد مالي في السلام على سمو ولي العهد الأمير عبد الله، الذي ناب عن الملك المعظم في تسلم الرسالة، ثم عودة الملك من عُمان واستمر في سرد المناسبات وأهم حوادث الشهر وفي مقدمتها: روسيا والانفتاح ومحمد الشبيلي والسفينة الإيطالية المخطوفة وجنوب افريقيا والسلاح الأردني، وربط ذلك ببعض الأحداث الداخلية، ص 309 - 322.
وقد خص يوم الأربعاء لأنه نهاية الاسبوع، برأي خاص وعن الموظفين بأعذارهم في هذا اليوم، 323 - 325 وقد استمر من ص 327 في المقابلات المعتادة، وقد اختص ندوة عن الملك عبد العزيز رحمه الله التي أقيمت في فندق انتركونتننتال بالرياض، فخصها بثلاث صفحات عن شخصية الملك عبد العزيز إذ قال: فهو بدوي مع البادية وأفهم منهم بمصلحتهم، وحضري مع الحضر وأفهم منهم بمصلحتهم، وسياسيته الخارجية توقفه مع أكبر ساسة العالم، يفوق بحكمته آراء مستشاريه الذين جاءوا من بلدان عربية وغير عربية، صاحب منهم الحسن، ويقدر الواقع ولا يصادقه، بل يسير مجانباً وحذراً، ويحسب لكل خطوة حساباً، فلا تحكمه قاعدة، إلا في بعض الأمور.. إلى آخر ما أضفاه عليه من صفات في ثلاث صفحات وليته زاد بأنه معان من الله.
وتعرض الأخبار هذا الشهر السياسية العالمية ص 318 - 352، وقد تحدث عن مؤتمر المنظمة العربية، المقام بمقره في تونس، وما جرى فيه من مصارحة وصخب حول الميزانية 356 - 366 ثم رصد بعض الأحداث اليومية، والزيارات والمقابلات كالمعتاد وقد عرج على بدء العام الدراسي بيوم السبت الأول من جمادى الأولى عام 1406هـ 1 يناير، وفيه وفاة سمو الأمير سعد بن محمد رحمه الله وتفاصيل مقتله وأثنى عليه كثيراً في دينه وخلقه 380 - 381.
بعد ذلك صار يذكر مناسبات عائلية، وبعض الأحداث في المجتمع والأخبار الشهرية التي وعد بها في هذا الجزء، وذكر ما بلغه وكيل الوزارة الدكتور سعود الجماز عن سرقة أسئلة الثانوية في منطقة بقعاء بمنطقة حائل وقد وجه بسرعة معالجة الأمر في نفس الليلة، وبقعاء من أتباع حائل.
وهكذا تستمر أحداث الأيام في الجزء هذا، على النمط المعتاد، والذي ختمه بقوله: ختام: أيها القارئ الكريم اسمح لي أن اختار باسمك الوقوف في هذا الجزء عند هذا الحد، وأن ألجم قلمي في هرولته، على قضبان هذا الجزء، وأحول قطار سيره إلى الجزء السادس والعشرين إن شاء الله، ربنا أعنا وخذ بيدنا إلى ما يرضيك عنا يا كريم 534.
بعد هذا جاءت الملحقات من ص 537 - 544.
أولها صور رسائل شخصية، مع نسخة مصورة لصورة كتاب ألفه بعنوان أي بني، تلاها 27 صفحة، لصور تذكارية له مع أشخاص في مناسبات، وبعد ذلك ختم كتابه بثلاثة فهارس فهرس الموضوعات، وفهرس الأعلام، وفهرس الأماكن، ثم كالعادة نبذة عن المؤلف في صفحة، وكتب صدرت له في صفحتين وثلاثة أسطر، وآخر صفحة عن الكتاب وإيداعه، وتسجيله في مكتبة الملك فهد مع الفسح له بالطباعة والتداول ورقم الإيداع.
والكتاب في عمومه مفيد، وفيه رصد وتوثيق لبعض الوقائع والمناسبات.