كان لقرار سيدي أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أطال الله عمره وأدام عزه بالغ الأثر الإيجابي في النفوس والذي تضمّن السماح لأن يُعبّر الناس عن ابتهاجهم في حفلات أفراحهم الخاصة -الزواجات في قصور الأفراح- بما اعتادوا عليه من ألوانهم الشعبية كالعرضة، والسامري، وشعر المحاورة، شريطة الابتعاد في هذا اللون الأخير من الشعر عن بعض السلبيات من التجاوزات القبلية أو المناطقية وغيرها من مثالب التأجيج التي تضر ولا تنفع وتهدم ولا تبني وتفرّق ولا تجمع بحيث يكون العقاب الرادع لكل متجاوز بموجب النظام، ولهذا القرار عدة أوجه وجوانب هادفة نسلّط الضوء على جانبين منها وهما اللذان يتصلان بالشعر الشعبي:
الأول التاريخي والوطني: شعر الحربيات - العرضة السعودية - الذي كان يبدأ (بالبيشنة) أو صوت (الحوربه) في الحرب قبل قرع الطبول وانتظام الصفوف وهو ذو أهمية تاريخية ووطنية بالغة لأن أشهر قصائد هذا اللون قيلت تحت راية الموحد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء، حيث واكبت ووثّقت هذه القصائد مراحل توحيد الوطن وكانت ولا زالت وستبقى صوت الولاء، والوفاء، والإخلاص، الذي هو ديدن أبناء الشعب السعودي لحكام المملكة العربية السعودية ولاة الأمر الكرام منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى عهد أبنائه الملوك رحمهم الله سعود وفيصل وخالد وفهد حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره وأدام عزه.
الثاني الاجتماعي: لكل مجتمع ما يميزه في تراثه، وموروثه، والمملكة العربية السعودية كغيرها من البلاد العربية والإسلامية والعالمية لأبنائها ألوانهم الشعبية في مناسباتهم السعيدة منذ عهد الآباء والأجداد وفق حدود العادات والتقاليد التي هي جزء من تكوين المجتمع المسلم بفطرته وشيمه وقيمه، وبالتالي فإن التعبير المباح الذي لا يمس المحاذير الثوابت الدينية، والوطنية، والاجتماعية، والأخلاقية، يعتبر حقاً للجميع، أما من يتجاوز فالنظام كفيل بتقييم اعوجاج تجاوزه دون أن يؤخذ الجميع بجريرة تجاوزه في إقصاء عاداتهم وتقاليدهم عن مجتمعهم المتوازن المتحاب في الله ثم في اللحمة الوطنية الثابتة، ومؤسف أن كثيراً من الأجيال الناشئة لو سُئل عن قصائد الحربيات -العرضة السعودية- في ولاة الأمر مثل قصائد العوني والعريني وابن دحيّم وابن صفيان وغيرهم لأبدى كامل جهله بها إضافة إلى أنه لا يفقه تأدية فن العرضة!! وهي اللون الرسمي والوطني.. أي مفارقة هذه!؟ هل لأنها مغيّبة عن الشباب؟! في الوقت الذي يتربص فكر الإرهاب -بنعيقه وزعيقه- في الإنترنت لأدلجة أناشيد بكائيات تماسيح الحقد والتفجير والضغينة ليضع الشباب بين -مطرقتة وسندان- أغاني ميوعة وانحلال -الديسكو والبريك دانس والراب وياقلب لا تحزن..!!
وقفة من قصيدة حربية -عرضة- في الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه للشاعر محمد العوني رحمه الله:
مني عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عَمَا عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حَامي الوندات يا ريف الغريب
إضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقلطات والرأي الصليب
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com