اشتهرت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية بتفوقها في مجال صناعة صواريخ الفضاء وعندما انهزمت ودخل الحلفاء برلين، خضع الضباط الألمان لمحاكمات عسكرية على عكس أقرانهم من علماء الفضاء،
حرص الحلفاء على الحفاظ عليهم غنائم تقاسموها بينهم وكان لكل من روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) وأمريكا نصيب الأسد من هؤلاء العلماء ويعزو المؤرخون أن انطلاق سباق غزو الفضاء بين أمريكا وروسيا كان بسبب حسن استغلال مكاسبهم، من العلماء الألمان، في مراكز بحثيه وعلمية مع توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم واعتبارهم ثروة تم استثمارها لصالح الوطن واليوم نشاهد عائد هذا الاستثمار متمثلاً في رحلات المركبات الأمريكية، أشهرها رحلة المكوك الأمريكي ديسكفري التي حملت رائد الفضاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في رحله مداريه حول الأرض والرحلات الروسية ذهاباً وإياباً من وإلى محطة مير السوفيتية المدارية التي ظلت مأهولة بالرواد لمدة عشرة سنوات متواصلة قبل إحالتها على التقاعد واستبدالها بالمركبة الدولية.. كذلك علماء الذرة، على غرار علماء الفضاء، من المطلوبين عالمياً وقد تبيّن ذلك واضحاً من تداعيات كارثة انفجار مفاعل فوكشيما الذري الياباني، جعل من الحكومة اليابانية ترضخ أمام مطالب شعبها، بإيقاف إنتاج الكهرباء من المفاعلات الذرية والاستعاضة عنها بمصادر طاقة كهربائية بديله.. وخوفاً من كارثة مماثلة كالتي خلفها مفاعل فوكشيما الذري، انتهجت ألمانيا نهج اليابان بإيقاف مفاعلاتها الذرية سواء تلك التي على خط الإنتاج الكهربائي أو المزمع بنائها واستبدال العجز الكهربائي الناتج بمصادر كهربائية بديلة.. غير أن هناك دولاً أخرى آثرت الاستمرار في إنتاج الكهرباء من المفاعلات الذرية مع تعزيز معايير السلامة إلى أعلى سقف من الصرامة تحسبا لأي كارثة ومن هذه الدول أمريكا وفرنسا وايطاليا وغيرهم.
الخلاصة:
إن إيقاف تشغيل وإنشاء المفاعلات الذرية في كل من ألمانيا واليابان أفضى إلى إعادة هيكله وتقليص اليد العاملة في هذه المفاعلات نتج عنه استبعاد لبعض الكوادر الفنية والعلمية، لذا.. يرى أصحاب الفكر الإستراتيجي أن.. هناك فرصة ذهبيه لاستقطابهم عن طريق إغرائهم بعروض علمية ومادية - لا تستطيع نفوسهم مقاومتها - والدرس المستفاد من تجربة الروس والأمريكان في استثمار العلماء الألمان بعد الحرب العالمية يحتم اغتنام الفرصة واستثمار الكفاءات العلمية وتوظيف الخبرات المهنية لدعم برنامج مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الذي يهدف إلى توفير الاحتياجات الوطنية الحالية والمستقبلية من الكهرباء والمياه من خلال الطاقة الذرية وأيضاً سيعمل هذا الدعم على تحقيق أهداف البرنامج بزمن قياسي.
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji